الاثنين، 25 أبريل 2016

الثامنة صباحاً ...






 .

الصباح ليس وحيدا هذه المرة 

بالأمس كان يلتفع أعمدة دخانٍ

تتمايل نحو السماء

لا تلوى على شيء

الرصاص الذي كان يدقُّ عنق الوقت

ويغتال ضحكات الوجوه

كشرطي اللحظة ...

يتأهب لرحلة اللاعودة

الضباب ينقشع في ذعر مُثير

للاشمئزاز ...

ووجهي هنا بين أحضانها ،

يرسم ملامحك من أشواقي 

المجنونة بك ،

كمذاق القهوة في شارع النيهوم


إنها الثامنة صباحاً ...

في بنغازي 

لا شيء سوى التحدي 

التمرد .....

اللا ...التي يجيدونها في 


ضراوة لا تخنع ...!


الحياة طفلة راكضة في عروقها

تتسرب كالماء من عنق البحر

إلى باحاتها العتيقة 

والأميرة جليانا تجوب بعشقها

حصى وأكوام الملح .....

تغمرُ قدميها في البياض 

ثم تغمسها بالطمى الطيني الأحمر 

و تغتســــلُ بماء الحياة !



الشارات الضوئية تستفيق من غيبوبتها

بعد أن عادها رجل المرور...

بذرةُ الثورات ...

تنمو في هذه التربة ..... 

تتثاءب كعذراء في أحضان الشرق 

الوجع يبدو مغروزاً في خاصرتها ..

يمتد بها نحو كفِّ البحر ..

والســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــلطانة ......


لاتلوي على الألـــــــم 

تتبختر في اعتزاز ..

تمسك بخيط الشمس 

تمتطي صهوة الريح 

وتكمل سفر تاريخها في شموخ !


السبت، 23 أبريل 2016

جفن الليل لا يرف !










 الليل وريد نازف 
من هدب القلب ...

*
جفني الساهر حتى آخر رمق نجمة 
يجعلني عالقة بين حنين 
ومخاض اشتياق إليك ..!

*
أ يمكنني أن أدر حليب الوجع 
خارج سياج روحي ...
و أتسلق كتف الشعر ....
لأتغزل في العلاقة بين بؤبؤ عينيك
و لون الليل ...!

*
كيف تسللت ذات فجر لخطوط عزلتي 
وقفزت فوق أسوار وحدتي 
وتركت باب البحث عنك مفتوحا 
على شهقات الغياب !

*
كيف تسربت لروحي كماء منهمر
من عيون السماء ...
و جعلت الفرح يزهر كما قبلات الدفء 
للشتاء !

*
زرعت حنينك في قهوتي 
لتبحث عنك زوابع كفِّ فنجاني 
كلما ذوُّبني الارتشاف 
حضرت لذة الاشتياق لوجهك !

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عجين أخضر






كان ورقة يسكنها الصمت ، متهدلة من خد غصن ، يعجُّ بالكثيرات مثلي ، إناث يمضين في رحلة الوجود ، وهن وارفات ، شامخات ، يهبن الفرح ، وينجبن الطفولة ، يغمرهن دفء العجين ، المُتكور في بطونهن ، الخارج من عسل معقود ، في أكفُهنَ خيط الحياة ، الماضي إلى بقاء رحلته بين الأنامل المترعة بالود .


كان ورقة خضراء ، مُعلقة مثلي تنتظر القطاف ، و أنتظرُ حصاد الفرح ، يحمله جود الأكف الريحانة ، لتطحن خشونته ، ويستحيل نعومة ، تشبه دقة ملامح الطين ، و رائحة الجنة ، و أنين الصندل المُتصلب تحت ضربات سحقه ، تتلقفه يد أمي الحانية ، تضعه في ملاذ من فخار ، ثم تسكب فوقه شيئا من سواك حديثها الشائق ، و بعض دموع ماء الزهر ، وقليل من شهقات الشيح ،  تلونه بمنقوع الكركديه القاني ، تعجنه بأغاني الثرات ،  ثم تدفن فيه زغرودة فرح ، وتخضَّب يديِّ وقدميِّ قبل أن أغمض عينىِّ  في  جفن الوجود ..



عصيـــر ...








مواسم الجفاء تتسرب لرحم الأرض ، حين ينسى الطين وجهه ، تتشقق ملامحه من يباس الجفوة ، يترك جفن الأرض ، وهدبها متآكلاً من هجر الماء ، أ تراها تخلت عن وجهها الطيب ، جراء تفاقم الوجع في قلبها ، وتصحُّر عاطفة البشر ، فألقت ما في جوفها ، وتخلت ْ عن بذرة التكوين ، حين أدرك السواد نسغها ؟ !


مازالت السماء تسكب عصيرها فوق أكواب الأرض ، لتمتلئ العيون المتعطشة لأنامل الماء ، حتى تنفجر من السعادة ، ويشع فرحها حولها ، يتلون الوجود باخضرار الملامح ، وتتهلل أوراق الحياة ، ويمضي المطر في رحلته ، يمارس الشبق ، وينجب من أنوثة الأرض نباتات إناثاً من الزهور ، من شوق الجوري ، إلى عبق الياسمين ، إلى الورد البلدي المُعطر .


يتساءل متى ترفع الذكورية يدها عن هذا الرحم الخصيب ؟، وترحل بآلة الدمار عن هذا الوجه الصبوح ، المتخشب من الإعياء ، وضعف الحيلة ، وقصر اليد ، متى تتغير الأفكار الشرسة ، لتضخ من وريد قلبها أفكاراً تنجب الفرح ، وتسدل ستار الليل لتنتهي مسرحية الحروب التافهة ، و تبدأ مواسم الضحك ، محررة سراح الابتسامات من الأفئدة المحبوسة في سجون الجزع ، تخضب الملامح المتجعدة من الحزن ، بحناء الرحمة ، و يقين الله .


متى يملأ الماء هذا الرحم العقيم ، ويتسرب إلى أوردة الأودية الجافة في أرواحنا ، يترك للأمل نصيبه من غصن الرجاء ، ويمنح الرجاء فرصة التأرجح على أرجوحة الدعاء ، ويرفع الدعاء على الأكف المفتوحة مرآتها لسقف السماء ، يدعها للرحمن ، حين يعتصر رحمها ، فيأتي عصير المطر اللذيذ ، وتبدأ رحلة الإعمار والفرح بالحياة ...

الاثنين، 18 أبريل 2016

عجيـــــــن !










يتكور في يد أمي ، تضع الماء ، تسكب ملح الحياة ، وتنثر بعضاً من خمير المحبة ، ثم تجعله في إناء عميق ، تشهق فيه بحب ، وتبدأ في اللتِّ ، تمارس الفرح ، بأنامل تتخللها مواسم الأمل ، سائلة الله نعمة الحياة ، في كسرة خبز .

من نخاع الدقيق الأبيض يطير يمام الأمل أمام ناظريها ، وهي تسبك الروح التي  تشكلت بين يديها ، لله در الحب منك يا أمي ، يا وجه الصباح المستنير ، يا ضحكة الله في الوجود ، يا تهجئة الأنبياء لحروفك على الأرض ، يا شمعة ذابت أناملها ، لتطلق سراح الضوء من رحم الظلمة ، هاقد تكوُّر العجين ، وصار خبزاً ، تأكله الشفاه المشتاقة لمذاق يديك ، وطعم رحمة الله فوق شفتيك !






خزَّافة .






 خزَّافة .
تسكب أمي شيئا من الطَّفَل ، وبعضا من روح الأرض ، و رائحة نواياها الحسنة ، تمزجه بطين طمث الأرض الأحمر ، وشئ من ماء الحياة ، وقليل من الأمنيات ، تقول أنها تكفي لإرسال حياة بمذاق آخر ، ثم تضيف إليها رحلة تأمل من عينيها الفنانتين ، ومسحة من الإحساس ، ودفقة شعور بالعطاء ، و تعجن تلك الروح .


تبدأ في التشكل الرحمي الأول  حول رحى يديها ، تدوُرها بين أناملها ، ماضيةً في رحلة الاستدارة ، تصرع فيها كل الهموم ، ومضغة اليأس ، والحزن المقيت ، وتجعل أعشاش الفرح قريبة ، من الجرار الآخذة في التلوين ، رفيعة ، طويلة ، ملفوفة القد ، كأمي ، حين تقبل حاملة إحداهن ، وقد ملأتها بماء الحياة ، تقول لي انظري إليها ، إنها جزء منك ومني ، رفيقة الطين ، والصلصال ، وصاحبة الصوت الحزين .


اتركي يا فتاتي مجالاً للنافذة المُطلة على البحر ، كي يتسع صدرها له ، فالبحر ضائق بنا ، كلما هاج جراء فعالنا ، خذلته كائناته ، ولفظ بشهقاته للنافذة الصامتة ، تشرأب بعنقها نحو صمت الجرة الواقفة على شرفتها ، فتتجرع في يسرٍ ماء البحر ، وتحتفظ به في لبِّ روحها ، حتى يعودها مرة أخرى ، فيمسح بيديه على برودة الصلصال .

اتركي يا صغيرتي للطين روح التشكُّل ، فإني من مائه المهين ، ومن روحه الطيوب ، لا تؤلمي التراب الأحمر بوقوفك عليه ، وقُدس السر الذي بين يديه ، والثمي خد الزهر والريحان ، إذ انبعث من أصيص صغير ، ضاق به المكان ، واتسعت له تجاعيد الطين .

شكِّلي الخزف ، كلما تكوَّر بين يديك عجينا ، كعجين الجسد الرخو ، لوُّني وجود الله كلما طاف بك طائف الحزن ، وخفتِ أن يتجرَّد قلب الإنسانية من الرحمة بالبشر  ، فيقضي على حقول القمح فوق خدود الأرض ، يحرق زيتون نظراتها ، ويزجي حليبها بالماء ، ويمضي في فساده غير لاوٍ على ألمها ، تاركاً كيمياء جسدها تئن في روح الطين الأحمر ، ارسمي  منه عصفوراً ، أو عش يمامة ، أو جسدي وهو يرسل من الخزف رسائل الحياة للطين .
 عزة 

هامش : الطَّفَل نوع من التراب يدخل في صناعة الكثير من الخزفيات وأيضا يعتبر مادة أساسية في صناعة الأسمنت  

الجمعة، 15 أبريل 2016

فاكهــة الحرمان !!







حِصاني يَجول أفياء ذاكرةٍ مُحترقة الضوء
خيباتُ أملي تحاصرني!!
حوافرها مُحدَّبة تجذبُ أديمَ الأرضِ لِرائحةِ الْمسير،
وغربةٌ تسكنني....
تقرأ مُعلَّقة الْوحدة على جدار روحي!

الصمتُ: أحدُ عناوين أخباري...
ردود أفعالي: كصحراء أوهنها الترحال فوق
مجاهل وجهها!!
جُملٌ مفصولةٌ أنا، باستفهامات السكون وتعجب المآقي!
دمعتي عزيزةٌ.....
أوصدتْ أبوابها في وجه الفضول!!
والحرمانُ فاكهتي المُفضلة!!ّ

الليل إذا دخل بابي، خلع ملابس الَّسواد،
ملتحفاً ببياضِ حزني،
وبلا ترددٍ يرميني لقميص أشواقي،
حيثُ قد يرتدُني ضوئي فيراني،
أقتبسُ منه مسيرة روح ألقتْ أسفارها فوق معراج الصفاء!
و حنيني صَّبارةً نبتتْ على عتبة شفاهي!

ضحكاتي خاويةً،
أُسرجها له فوق أصفرار أمنياتي،
أُهديه أعاصيري النَّهارية الصَّامتة،
قبلاتٌ برهانها العُجبة من زخم الكلمات،
رشفاتٍ من أحاديث السَّمر ألتقطُها باسمةً دون أن أتكلم!
وحين أتوحدُني....
يتلقفني حائط المبكى في خيالاتِ يستحي منها ظلي!
والغربةُ عناقيد عنبٍ تلتقطها روحي
عيناي.......
تبحثان عن وجهٍ حُرمتْ تقاطيع الزهو فيه.
مرفوداً إحساسي بلا مواربة....... 
منفيةً أنا بحثاً عنه
في مدارات تعوسجتْ أمنياتها ــ فشكَّتْ أديم جراحي
غائبٌ أنت أيُّها النَّهارُ عن فجري المفقود
والوحدة تفاحتي المُفضَّلة !

عزة .

الأربعاء، 13 أبريل 2016

رصاصة ...





متى يأتي موسم الفرح ، ويعيد المعدن المليء بالصراخ إلى صناديق صمته القاتلة ، تُرجئه لرحلة انتظار لامحدود ، يجعله يسبتُ بين جدران الخشب ، و مفاتيح الحديد ، فينام نومة أهل الكهف حتى يأذن الله للزغاريد أن تنطلق من سجون صدورنا المكتظة بالوجع ، المترعة بماء الاشتياق ، المزدحمة بأسماء الشهداء .

سيكون على الجندي المخضرم ـ في تجربة الموت ـ أن يحترم صمت رصاصته ، ويعيد دفنها في مكانها من جديد ، إنها مهمة إنسانية عظيمة ، تعلن ولادات ترى النور على يد رصاصة ، تهب للحياة أعماراً قُدِّر لها أنْ تموت بقرار رصاصة .

الرصاصة مقاتل صامت وشرس ، متى أمسك زمام أمره ، حصد أجساداً لا حيلة لها برفضه ،
إنها كلمة الموت الوحيدة ، ولغته حين تخبو أصوات العقل ، وتعلو رائحة الدم على عبق الورد ، وهديل اليمام المتسامح ...

الرصاصة لاتفتح قلبها لأحد ، ولا تسأل عن طريقها ، ولا تهتم بسفرها من مكان لآخر عبر الطائرات والموانيء إنها متأهبة لبدايتها ، تبحث عن بيت استقرارها ، ليستكين وجعها الأبدي ، خيارها الوحيد هو اسم ، وعمر ، وعنوان من تريد ، تلك المهمة المتوحشة ، في يدها أن تبعث حياة جديدة ، أو تجعل روحا تفيض بالموت ...
لا يمنح الحديد لحامله سره الخاص ، يظل مُطرقاً بالسكون حتى يتكلم جملته المفيدة ، بإيجاز شديد ، يصدرها في قرقعة ، ثم يترك للوقت ترجمة مقولته ، النازفة بالدم ، المُحملة برسائل واضحة ، لا تقبل التأويل والتفسير ...

كم من أجساد غادرتْ ، وأرواح قبعت في أحياء الصمت القاتلة ، ارتكنت للزائرة التي قطعتْ خيط الحياة بدخول فجائي ! ، كم من أحلام تلاشتْ ساعة مرور تلك الدخيلة على أجساد ضحاياها !، كم من خيانة ارتكبتها في حق الزناد ، فوهبت العمر في زلة أنامل !

السيدة الصغيرة ، الواهبة النصر والهزيمة في آن ، الرافعة للراية للطرفين معاً ، لا ولاء لها سوى لمهمتها المختزلة في وجع البشرية المقيت ، السيدة الصغيرة ، طويلة كانت ، أم قصيرة ، ترتقي للقيم السامية التي نفتقدها في حياتنا ، وتضعها في إناء الموت ـ إنها تحمل النبل في المساواة بين ضحاياها ، و لا تمارس التمييز العنصري في تاريخها ، بل أنها أعدل من عرفته تاريخ البشرية ، حين أردت الملوك والفقراء على حدٍ سواء

الرصاصة حكيمة كبيرة ، عاشت عمرها تحطِبُ للريح ، تعمل بلوائح القضاء والقدر ، قد تكون كلمة تخرق الهُدن بصوتها الجهوري ، وقد تكون ألماً نهبه لإنسان غالٍ لدينا ، فنقتله دون علمٍ منا ، وقد تكون عدالة إلهية ترد اعتبار من فقدوا في غيابها لذة الانتصار ، تبدو أماً مثالية تجيد الذود عن أبنائها ، وعن أرضها وعرضها ـ وفي بعض الروايات ـ تدافع عن نفسها ، حين تختار السمو في صناديق صمتها المتخشبة من البرد ، حتى يعلوها صدأ الانتظار ، ذلك الانتظار الذي كلما طال ، قصر عمرها ، وانتهت صلاحية حوار

الاثنين، 11 أبريل 2016

الأسمر العراقي





 في يدي أقباس النور ، ونبال النار ، أرجم ما أشاء من الكلمات ، أبقرُ بطون المفردات ، فتنفجر أجنة اللغة ، معانٍ تطلق الصرخة الأولى من رحم القصيدة ، تبدأ في تذوق نكهة البكاء ، وابتسامات الحياة ، ومذاق الضحك ، ثم تتشكل في عودها الغضِّ ، تلتمس الفكرة ، و وجود الكون في جسد الكلمات الغض ، فكأنها ترسم ملامح جسدها ، فوق غصن الزمن .

أنا الفارع الطول ، الباقي بقاء النخلة العراقية ، الصامد في وجه الريح ، أرسم فوق مرآة الفرات قصائد السياب ، لتمضي في مجرى النهر نحو تأريخ عميق السرد ، تحتفي بعذوبة الشعر حتى يحملها كفِّ الماء ، فوق صدر الشلال العامر بسيرة الجواهري ، ونازك الملائكة ، فتتهاوى جواهر الكلم ، في قاع المصبَّات ، لتستقر في عمق البحر ..

البحر يعيدُ تشكيلها من ملح و زبد اللغة .
اللغة تحتفي بعيدها وتنفجرُ أحجارا كريمة .
الأحجار تبدو مثل ”
طلع نضيد صنُع في بغداد .
بغداد عروس النَّهر والنِّهر والنَّهار .
بدر أعاد تشكيلة وجهه في قاع الفرات
موناليزا أرسلت ابتسامات لوحتها لنازك والسياب والجواهري .
بيكاسو حين رسم الحياة في وجه أنثى .

أنا الفتى العراقي الأسمر ، السادر في لذة النحو ، بين كوفتي وبصرتي الفارهتين ، الفاتن الذي أترع كأس الفصاحة بعسل أبي الطيب ، الناهل من شهدها ورحيقها ، فالليل والخيل تعرف موطيء القدم ، والسيف والرمح قصة العراق والزمن ، أنا الهوية والإنسان والوطن المتخشب من صبري التليد ، وحزن بغداد المجيد ، الباقي بقاء العين في عين العِرق ، الماجد مجد القاف في الإحقاف .


هوامش : النِّهر : بكسر النون العنب الأبيض

الأحد، 10 أبريل 2016

صباحك فرح









في الطريق الترابي 
المؤدي إلى باحة منزلي الوحيد
كنتُ أتساءل عن معنى الأشياء 
التي بلا طعم ...
كالصباح الخالي من خبز أمي ؟
كالأخبار المُحملة بنزق حكامنا ؟
كالبكاء المتساقط من عيون الأمهات والثكالى ؟
كاليوم الذي يمر على الأولاد بدون مدرسة ؟
كالمنبه الذي لا يدق مواعيد العمل لهذا اليوم

هذه البلاد نائمــــة ..
  مثل سندريلا على سرير السبات 
أسلمت مفاتيحها للغرباء 
وتركت الباب مفتوحاً للصوص الليل ..

لا أعرف لماذا يبيعون أجسادهم للظلام 
يتركون الطريق يتكلم الرصاص 
و يرجمون مزهريتي البسيطة المتربعة 
على عرش نافذتها البدائية .؟

لا أفهم لماذا يتساوى  اصطياد فراشة تطير في حقلها 
 مع اصطياد سمكة صالحة للأكل ....؟؟

تحت هذا التراب طمرتُ سري الصغير
وغمرتُ طين وجهي في مسامات جلده الشريف 
كنتُ كلما تعفرتُ برائحته الرطبة 
راج اسم ليبيا في أنفي 
وتسرب ماء الخلود لجذور الأرض 
فأزهرت حقول القمح فوق محياها ...

هذه البلاد عذراء صغيرة على الهمجية 
تبدو طفلة أضاعتِ الطريق لمدرستها ,,
أريد أياماً طازجة للأخبار السعيدة ...
أريد لهذا الطريق أن يعيد طعم الخبز على شفتيه
أريد للنازية الحداثية أن ترحل عن الحي الذي أقيم فيه 
أريد أن تتغير أحوال غرفة الأنباء في التلفاز 
أريد لندوب الحرب أن تنسى وجهي ,,,
أريد لأسماء الموتى أن تغادر رأسي 
أريد للرصاص أن يصدأ في صناديقه 
أريد ميلاداً جديداً يليق بأصيص زهوري 
أريد حقول ابتسامات تملأ الأودية الجافة بالماء 
أريد سقف السماء فوق غرفتي 
أريد وطناً يُقبَّلني ويلثم نسيمــه خدي كلما قلت له ..
صباحك فرح .


السبت، 9 أبريل 2016

الغائبة في الضوء









قبل أن تزهر أصابع الملل في يدي ، و تعزف على أوتار قلبي ، فتمارس كسادها المهتريء ، سأحمل كفي المترع بحبوب القمح ، و أختبيء قرب سرب يمام باحث عن أيادٍ مُشرعة نوافذها للريح ، و أصابع صيَّرت من نخاعها أغصان يحط عندها اليمام ، كلما ألقى كتفيه على كاهل الوحدة ، التي تتسرب مني كماء فاض عن إناء عزلته .

حالمةٌ سادرةُ التيه أنا ، غارقةٌ في يم اليباب ، وباعثةٌ من أشكال الجماد حياة ، ومُحبةٌ لروح الله الطيبة في كائنات العتمة ، والضوء ، على حدٍ سواء لا أقع في إشكالات فهم الماهية ، لكني أغرق في إدراك الروح من نخاع قاعها ، إلى قمة شكلها ..

سأمضي إلى طريق الغابة المفروش بالحلم ، و أجتاز تلك المنعرجات التي يمتليء بها نهر الطريق ، أمضي خلف النهر ، لأصل إلى سجادة وحدتي المعشوشبة بخضرة وجودي ، هنالك يحلو لي أن أتحدث للفراشات ، التي تلتصق بحائط وحدتها أيضا ، تغترب على لحاء الشجر، تسبت في شتاء التشكل الرحمي لها ، تتغير في تحولات الفراغ ، فوق لحاء وحيدٍ مثلي ، مثلها ، تغمر جسدها الغض في أيقونة الانبعاث ، ماضيةً في فكرة طويلة ، تستغرقها عمراً ، ثم تبدأ في سرد يقين وجودها ، فيأتي جناحها على قدر إلهامها الملون بأهازيج خيالها المترع بالفن ، والألق ، والحياة .

الجناحُ يحمل لوحة لبيكاسو فريدة التلوين .
دائرةٌ ملونة تشير إلى لوح الحياة .
بقعة مستديرة غامقة تشير للمغفرة .
خطوط عريضة حمراء تشير للحظ والحياة .
فرشاةٌ تلون أساسها بالأحمر …

وتطلق الجمال المحشور في قلبها سراً ، لتجهر به عشقا لوجه النهار ، ثم تطلق جناحيها للريح ، وتحط عند أول زهرة ، تلثم خدها ، الخدُّ يميل مع النسيم المنبعث بعبير أريجها ، الأريجُ يتسربُ كعطر مخملي لأنفي ، يطيرُ صوابي ، أضحك ، فأملأُ صدى الحياة ضحكات ، يسمعني الذين تمتليء شغاف قلوبهم بحمق الشعر ، وخيال النثر ، يقتربون من سجادتي الخضراء ، ثم يطيرون وراء الفراشة ، وهم يصورونها كيف تلثم خد زهرة أخرى ، وهي تشعر بالسعادة ، والامتنان لضوء النهار الذي لايكذب وعوده للرقيقات .

ماذا لو تترك غصن يدي ، و تعشق ضوء الليل ، تــُقبُّـله ، تقتربُ منه ، تتحسسه ،
سيحبها ضوء الليل ، كما أحبَّ قبلها كثيرات ، يقترب منها ، يجعل دفئه يتغلغل لروحها الرقيقة يسكن أقبية قلبها الصغير ، تسرح أصابعه لتتسرب لشعيراتها الدقيقة ، يجعلها تطير من الفرح لرؤياه ، تتقافز مضطربة في الهواء ، جذلى بين كفيه ، الجود جود حضوره ، والهيبة تملأ حبوره بها ، اليقين يتشرب من حقيقة أزلية ، غامرة في لغز الضوء الدبق الثقيل الكثافة والحضور .

الضوء يمنح نفسه مرة واحدة من أجل فراشة تضحي بجناحها الملون لروحه .
روحها تترك جناحيها مشرعين لنوافذ الريح واثقة من خطوتها الأبدية .
الريح تزداد زهواً ، تمتليء بالهواء حتى التخمة ، تترك رئتيها معبأتين بأكسجين الحياة  .  
                                                                                  
الأكسجين يبدأ في رحلة وهب الحياة نحو الفراشة الملونة بالأحمر .
الحياة في مفهوم الفراشة أن تحيا قرب الضوء الذي يهبه الليل في كرم تفيض به كفُّه .


كفُّ الليل غادرة ، ما إن تمنح الحياة للفراشة المزدانة بطرحة اللون ، حتى تغرق في شبق العشق للضوء ، تتشربه ، تتشربه ، تثمل به ، يذهب عقلها ، يغدق المزيد من كثافته عليها ، تنغمر روحها حتى نخاعه ، تبدأ في رحلة الغياب عن الوجود ، ثم تستحيل رماداً منح قلبه بكل حفاوة لسيد العشق ، الذي سرعان ما يعلنها عروساً للنور .



الجمعة، 8 أبريل 2016

نزف ....









لأن الوقت نزيف بدونك

وكيمياء الساعة فقدت مذاقها

والموعد فات زمانه .....

سأقف هنا استنزف الوقت المتبقي

من عمر الدولة ,,,,

لألعب الغميضة مع هذه الحرب التافهة 

  التي نمخضها داخل روح الوطن

سوف تروب لغة الحوار,,,,,

حتى تفوح منها رائحة الحموضة

لا أعرف حينها كم روحاً سنفقد

ونحن 5 مليون أمل ...

ومليون توقف عن تعاطي الحياة ...,,

ياااه ....

ريثما تتفاهم الأطراف التي تشكو ظاهرة التصحر

سأتناول ليمونة حامضة .,,,

و أقشر انتظاري في طابور الخبز كالعادة !!!


الأحد، 3 أبريل 2016

ليس سراباً





أُفضي إلى الطريق وحيدة ، ماضية خطواتي نحو الانتهاء ، إلى حيث تقبع ياء النهاية المحتومة ، وباء الباب المؤدي إلى أحضانك ، هنالك سأقرأُ كل صُحفي ومجلاتي ، و أجلسُ كطفلةٍ على كرسي هزازٍ ، لأرقب أحوال طقسك عند خط استوائك ، ومن خطوط طولي ، وتعاريج عرضي ، ودرجات حرارتي الوهمية .


أنا هنا ! ، تحت الصفر ، هناك قابعة فيك إلى القاع ، حتى أشعر بالماء يضمحل بي ، وبالبياض يتمرغ حبر كلماتي ، وبالانتحار يشنق هسيس بوحي ، وبالثقل يذهب بي للفقدان ، لذاكرة التغييب في زمن لا يعرف شيئا عن التعداد ، لنافذةٍ سئمت إغلاق ملامحها تلقاء وجهك ، لذكرى أنبتتِ السوسن من هضابي القاحلة ، وانكفأت كجورية ٍ ذوَّبها حريق أصابعك .


سأطفئ ضوء عينيِ ، و أُسبلك بين جفنيِّ ، و أفضُ بكارة لغاتي التي لم تقرأها بعد ، و أُعتق همساتي المغلولة بأصفاد عقلانيتي ، و أحل لغزي المُعقد ، وتساؤلاتي المبهمة ، حين تشبه ابتسامتك الضباب الذي يسبق ضحكات الشروق ، وحين يكون موعد هطولك ولا تُمطر ، وحين أكون نبتة ً عطشى تهزُّ فضيلة الجوع إليك ، فأنسكبُ في قاع جذوري ، مُتصدية لغرقي وحيدة ، كالمنسية في الطين ، كالمغموسة في لذة الحرمان منك ، كالمُبللة بأفكار الشوق إليك ، وحين يأتي الضوء ولا يحملك قصيدة ، على شفتيِّ المغرور قتين بطعم البن المُرِّ ، وحين أبحثُ عن أناملك كمفتاح ضائع مني ، أراك من ثقب الباب كشفاه تمدُّ قبلاتها لي .


لست سرابا تتراءى لي في صحارى عزلتي ، و اصفرار الرمال المُتناثرة على بقعة وجهي ، بحثاً عن واحتك المفقودة ، أشدُّ رحالي لمجاهلك بلا مُواربة ، أريدُ أن أركض إليك ، فلا تختفي تحت ظلك ، أريد أن أترنح في مشيتي ، بانتظار ذراعيك فلا تخذلني ، أريد عناقك ، فلا تتهيأ لي خيالاً ، أريد إحصاء تجاعيد وجهك ، فلا تُقطب جبينك قبالتي ، لا تترك كفي من يدك ، وتكلم إليها بشفتيك ،لأعرف أخيراً أنني أمسكتُ بملامحك العالقة بيني وبين حلمي بك 

السبت، 2 أبريل 2016

ذاكرته مفقودة






يريدون مني أن أكتب عن النهار !

عن ضحكات الشمس

أو تسرب النور لأصابعي

يريدون الدراق في الشتاء

وضحكات النارنج البرتقالية

في الصيف ..

يريدون أن يزهر وجهي

عناقيد عنب وفرح ...

ليشاهدوا سنا البرق على شفتي

يريدون قميص يوسف يرتدني بصيرة

فأراك أيها الغائب عني ...

قاب قوسين مني ....

تتسلل لأزرار الوقت المخبول

الذي لا يمضي بدونك ,,

آآآآآآه ..........

نسي الدراق وجهي ....

نسي رائحة طلاء أظافري...

نسي قرطي المتوحد في العلبة

نسي حقيبتي و بيت أسراري

نسي أنني صرتُ أكبر من شجرة اللوز

نسي أنني كلما لثمتُ خده

تجعَّد جلده من الفرح ...

وتركني قصيدة لا تنام إلا بين أحضان الليل !!



الجمعة، 1 أبريل 2016

ساهرة









الليل قصيدة  طويلة تثمل بي 

حتى آخر الكأس ...

ترويني ......

غارقة  أنا في قاع النص 

 إلى  آخر نفس تحت الماء 

أغرف من سماء عينيك  

حفنة نجوم لأفتح بها مقلة الفجر  

و أترك  روحي المنسية  في الطين 

قنديل بحر يسبح في يم روحك 

إحداثيات  معجونة بحكايات 

 يشهقها  القمر عشقاً

لا أشرعها لضوء 

ولا أمنحها لذوبان الشمع 

ولا أهبها لليلة  مضيئة 

 لكني أسقيها ماء روحي 

من لدنٍ قصيدة تعرف أين تزرع 

مشاتل وردها !!!