جفن الليل لا يرفُّ
انتظرتُ كي يرفَّ جفن أُمي
ويأتي البعيد المنسي بين الركام
لكنَّ المئذنة كانت تنحني للبحر
تصبُّ في أذنيه
أغنيات الصباح العاري
من شالات الشمس .
للسابلة التي تنداح كل فجر إلينا
تتسرب من أصابع الماء
كالملح إلى كل بيت
ومقهى
وحانة
وشاطيء
هذه الملقاة من عاتق السماء
لم يكن حزنها كافياً
ليغسل قلبي بالبحر .
ويجعل النوارس تستقر
على كفي..
كما يتمدد الميناء
فوق سرَّتها ...
هذه السادرة الغائبة في التيه
وفي شصَّ المزاج
كلنا خلف بحرك غرباء
نعاكس أنين الليل
والليل هنا فارع الطول
خيَّم فوق صدرك مستعمرات اغتراب
كلنا نبحث عن عيون إلزا فيك
كي لا تأخذنا مراسم الموت اليومي
و لا تعزفنا موسيقى الغياب
عن أناشيد الحضور
كلنا غرقى نتساقط من النوافذ العتيقة
تنتفض بين أيدينا مزامير اللغة
وتكتبك بوجع بعيد....
آه ما أطول الليل الحزين ( يا بنغازيا )
ما أكثر من يتمددون العراء
في القطف ...
وعلى حواف الشتاء..