ظننتُ أن النبيذ أن تصنع قارورة عنب ، متأخرة عن موعد تناولها بكثير ، فتأتي كالهذيان ، وتجعل الذاكرة في حالة فوضى وخرف ، تتسرب منها أفكار الأمس ، واليوم ، وتبدأ في قصة البوح ، والتصريح، يتبدد كل ذلك في لحظة سكر ثملة ، خارج مواعيد العقل ، وبعد مرحلة التذمر ، ظننتُ أن النبيذ كطعم صوت فيروز ، يأخذك من الصباحات الآسنة ، لتبدأ مذاق الحياة ، بلون البن ، و رائحة القهوة ، ونكهة الشعر ، تشعر في رحلة السُكر تلك بأنه عالم يحتفي بالخير ، والقيم الجميلة ، والحب للحياة ، تشعر أنك كائن حقيقي ، في الوجود الموجود حتى لو كنت صحبة الافتراضي ، تشعر بأن ثمة ما يستحق ابتسامات شفتيك ، ونظرات عينيك ، و رهافة أذنيك ، وشدة انتباهتك ، وسرعة بداهتك ...إنه نبيذ الحياة
أقتني من صاحب المحل فستاناً أصفر ، تساءلت أختي عن إصراري على اللون ـ قلت لها أريد أن أغرد ، و أشرق في الغد ، أعتلي صدر السماء ، و أتصدر مشهد الشمس ، كصفار البيض ، أريد أن يخفقني الصباح كبيضة ، ويضعني في صحن الوجود ، و أريد حذاء أصفر و شالا أصفر ، فأغدو بطَّة ، أريد السباحة ، و محو ذاكرتي في الماء ، وبطبطة كل الوعود الكاذبة ، والأحلام المزيفة ، أريد أن أرقص السلو ، و أفتح النافذة للهواء النقي ، و أتناول الجالاكسي في انسجام ، وهدوء .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق