النهرُ الذي وهبني كتفيه
لأسند برأسي عليهما
كان وحيدا مثلي
كشجرةٍ حافية في الخلاء
يفتحُ عينيه لبياض اللوز
و يغزو بضحكاته الموجة
التي تعرت ْ له
فيما مضى كنتُ حبيبةَ لنورس
يجب أن أقول عنه حبيبي
أتذكرُ السلو
الذي رقصناه للنهر تلك الليلة
كان بطعم البوظة الشتوية
قال لي : لو رقصنا زوربا
وجعلنا ألمنا سواء
مثل مشمشة مجففة
لكنا نورسين يضمان حزن
المدينة بين جناحيهما
لكنه نسى أنَّ قدمه مبتورة
مثل مقطع سعيد في رواية سوداوية
نسي أنَّ البلاد التي نقيم فيها
تحشو القطن في أفواهنا
تخاطبنا بلهجات الرصاص
و تجعل صباحاتنا
كصافرة قطار قديمة ومتآكلة
النهرُ الذي وهبني كتفيه لأبكي عليهما
يعلم أنني بريئة من تهمة الدخان
الذي يأكل البياض من قلب المنارة
ويتركُ في روحي صرخة باسم
من غادرني
للملح والماء
باسم من جعل فرحي طائراً مهاجرا
في كل سماء
باسم كافكا وهو يكتب كوابيسه
باسم آنا أخماتوفا وسجائرها النافقة
باسم بورخيس و أفكاره المتطرفة
باسم القبلات التي يرميها النهر
في جوف البحر ويمضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق