الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

التوحد فيك.





تتعثرُ خيلي فوق مصبَّات دمعي
مصهورةً في قاعٍ يتدانى من قمة التَّداعي.
كالأحمق تغادرني روحي..
وتعتلي صهواتِ الْجراح.
تُعلنني مدناً مفتوحة الْجُرح
مشروخة الفوهة ّ!
أعرفُ المسافة بين كفِّ البحـــر وخاصرة وجعـــي
حين تثقبُ الدُّموع جدار وحدتي،
ويلهجُ لساني بذكرك فوق شفاه ذكرياتي
أتناسى السقوط في فخِّ نسياني
وأغرقُ
أ
غ
ر
            قُ............
         في توحِّدي فيك!         
أدركُ أنَّ الأنهيار: هو ثمةُ وصولٍ لمآذن فقدك
واستدراجٌ لصلوات تغريبة الروح!
أدركُ أنَّ ثمة قصائد بيضاء يُسربُها ضوءك
لمزيدٍ من الاحتراق فيك!
لا أفهمُ لماذا تملأني حد التُّخمة...
يا أنت...
يا
أ
ن
ت!
غلاءُ روحك ظاهرةٌ تتسربُ في ملح دموعي .
سياجُك يلفعُ حديقتي المعزولة في وحدة وجهك.
حقولُك تكتسحُ رماد أيامي المغتربة عن تاريخ
ميلادي!
لاتُقاتلْ دالية غربتي فيك.
لاتجـــرحْ لحائي.
حين تخضرُّ شرنقةُ توحُّدي فيك!



الأربعاء، 17 أغسطس 2016

آخر أخبار الحلم ....








كلما غفا في قلبي حلم 
استيقظتُ و أنا أهزه 
ليصبح معي على رائحة قهوتي 
صباح  جيد  ......
للوقت المستقطع من عمري 
لمنشورات العاجل في الفيس بوك 
للشعرة البيضاء في رأسي   
 لملابسي الصامتة في خزانتي 
 للطلاق الواقع في بيت الجيران 
للمستأجر الذي يدخن  نقوده في الهواء 
للحكومات  الغارقة في الشجب و البيانات   
سأنزُّ قصائدي 
لتذهب حافية إلى حبيب يستوعب حلمي 
يجعلني أرقص فوق عنق الريح 
يسحب من روحي لونها الشاحب 
ينفض عني غبار العزلة 
و ارتباك العتمة ...
يبتكر لي طريقة جديدة للضحك 
يعلمني كيف أجعل أناملي شموعاً    
 أشعلها كلما غادرني الضوء 
يخترع لي  وطناً  يتسع في حقيبتي 
يمكنني أن أحمله دون أن يسلبوه مني 
أريد  أياماً تعدني  بعلب شوكولا كثيرة 
 أتناولها  في صخب وفوضى 
دون أن يؤرقني حزن المدن النازفة 
أو يلتهم ظلي النمل حين  يأكلني 
البكاء على أعداد الشهداء .


اللوحة للفنان التشكيلي علي العباني 




الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

أميرة الشــموع







• يهبني الضوء فرصة لأن أذوب في غياب الظلمة، أشعلً أصابعي من عود صبرٍ يتَّقدً، جراء غيابٍ، ويشتعلُ جراء حنين، و يخبو جراء خيبة أملٍ، أجعلُ مني أمام هالة الضوء كتلة انتظار مهيب، تتوهج كلما قتلها سهمٌ من نبال الظلمة.

•  في توحد الشمعة أمام ظلي الكبير على الحائط، تتناثرُ أسئلتي كرمادٍ أحرقته لوعة الالحاح، يلفعني زيتون صبري بمرارةٍ، أتساوى مع الشمعة، لكنها تظلُّ أكبر مني، في ذوبانها من أجلي، في منحها لي أقباس الضوء ـ وسط عتمةٍ محيقةٍ بروحي، تتلاشى في حب، تختفي في ذروة الوقت المقيت ساعة.. ساعتين. ..ثلاث ساعات... تتركُ ظلها جامداً يقول إجابته ويرحل في صمت بليغ!

• الشمعةُ كائنٌ يسمع، ويرى، يشعر بنا، متى حضر يحضر معه هدوء الفكرة، وألقِ المشاعر، إنها مانحة، كبيرة، عظيمة، مهما كانت صغيرة، تكتسحِ السواد بنورها، وتغدقُ وفرة الضوء للعيون المنطفئة من الوهج، الشمعةُ تذوبُ من أجل روح تفكر، أو يدٍ تتعلمُ على ضوئها، أو عين ٍ تعمى عن رؤية أحبائها، تلعنُ الظلام بجسدها الهلامي، وتتخلى عن نخاعها الرفيع، من أجل أن تقول للعتمة المخيمة على روح الليل لست شيئا عظيماً في حضوري!!!

•  من سأذوب من أجله؟... أهبُه من ضوء روحي أقباس فرحٍ، لا أسأله عن عمري، وعما سأهبه من جسدي، أمضي في رحلة ذوباني بيقين كبير يحفني، أنَّ هنالك من يستحق ضوئي، ويستحق أن يسجد عند حضوره ظلي ـ في ركوع أبدي، ينطقُ من جسدي الجامد ـ كتلك الشمعة جملةَ الوجود الكبيرة، تاركة لأسئلة الوجد حفنة رمادي، وبقايا نخاعي، وخيطي الرفيع، وحروفي الخابية، وخيالي المتساقط!!! في لوعة الحيرة، وفنجان يحتويني كما السمكة والماء.

• أ نا أنثى لاتصلح للحب، ولا للكلمات المنمقة، ولا للزوايا القصية، أنا شمعةٌ صامتةٌ، غالبتْ الانتظار في علبتها المربعة، أكلها بياضها من البقاء غي النسيان، أبدو كفئة دم مانحة حياتها لكل الأرواح، لكني آبى أن آخذ قطرة حياة لأعيش بها، أنا والعتمة في تعايش دائم، أفهمها بعمق، أهبُها مني ما يجعلني أذوب في عمقها، وأستشعرها في صميم معناها، نقيضان لانقبل بنقطة المنتصف، ولا الحلول الرمادية، مثلما يفعل هيجل حين يتحرى مبادئه الثلاث، ويمضى وهو لا يعارض إلا نفسه في قرارتها.

• ساهرةٌ مع شمعة، وثمة دموع تحفر أخاديدها على خدي، تمر بوادٍ  زرعته ذكريات قديمة، صور، ووجوه رصدها صدر الحائط في احتضان عجيب، تركتُها تندس في أسراب روحي، تتمخضُ شكلها، تتشربُ من ينبوع الليل في سنائي، تتعرفُ لواعج قلبي، ثم تختار لها طريقاً عبر أرشيف ضياعي. 

• من سيأبه بسباتي حين أركن ُ متوحدة ظلي؟ ويوم لا أسبت، سأرقص محتفية بأيام الضوء الباقية من عمري، أفكرُ كيف أهبها، ولمن أُِشرع نوافذي، و من أجل منْ سيتلاشى ُتراب نخاعي؟

• منْ سيحظى ببياضي هذه الليلة... ويحمل أكفان ظلي في صحنِ غربته، يملأُ وجودي أسرار بوحه، ومؤتلق روحه على صنارة وجعي، يمضي وهو على يقين أن ثمة بئرٍ عميقةٍ، رمى إليها بحقيقة الطين، وهي لا تألو على سبب يسأله، أو يُصادر حقوق البكاء بين أحضان شمعة.

ذات تذكُّر لروح معطاءة

السبت، 13 أغسطس 2016

مواطنة تتسكع في جرح .......







أفتحُ قارورة عطر الحنين ، وباب الاشتياق ..
يحاصرني وجهك بين زوايا الليل المتوحدة صمتك المهيب، في شرنقة السكون، في تجاعيد الشوارع المهجورة، في حانات يتردد بين أصدائها رنين ضحكات الماضي البعيد، وجوه كانت هنا ترتاد صخب المقاهي، وضجيج الأزقة، تعبق برائحة الزمن الجميل، والآن يبيت فيها الوجع   ويستيقظ صباحا متحدثاً لنا بصوته الصارخ، يرسل لنا رسائله النصية في صياح لا يتوقف، ووجوه ما كان لها أن تعرف الوطن، لولا أن عرفت كيف تتسلق فوق أكتاف الزمن


  أتسكع في جرح نازف، أحاول رتق الجبين بشيء من ضمادات كلماتي، أستنزف الوقت المتبقي من عمر الدولة، في البحث عن أطياف عاشقة، وألوان صاخبة تعرف كيف ترسم نقوش الفرح بين حانات الوطن المهجورة، كنتُ أقلق، أخاف، أتوجس، أنتفض في حيرة، متسائلة ماذا بعد أن ترهلت الأزمنة في ليبيا؟ ماذا بعد أن صارت قبلة للمفسدين في الأرض؟ ماذا بعد أن غدت هذه الحقول ــ المخضبة بالقمح، واليمام، والزهر، والورد البلدي، والياسمين ـ قاتمة ومهجورة؟ بعد اختصار أعمارنا؟ بعد عودتنا للعصر الحجري؟ ماذا بعد أن أصبح العالم يخافنا، ويعاملنا على أننا مواطنون بدرجة (مسجل خطر؟)

أتسكع في نزف الجرح، وخاطري مجروح، ونسغي يبدد دمي للخارج، وريدي ينفر اللون الأحمر هنا وهناك، قصائدي شاحبة، صوتي يتحشرج كلما لفظتُ اسم مدينة ليبية، أشعر أنها بدأت تفقد وعيها عن الوجود ...وآآآآآه من الوجود الذي أثقل رأسي بالوعود، ودوُّرني تائهة، ضعيفة، لا حول لي ولا قوة، خجولة، مطأطأة الرأس بين رفيقاتي، حين يكتبن، ويتحدثن مزهوات بأوطانهن، حين يرسمن أفعال الرجال في أبيات شعر، أو ثلة خواطر، أو حفنة شهب من شذرات الشعر، وماذا سأكتب عنا؟ عن اختلافنا؟ أم عن قادة قادوا ليبيا لمستنقعات الرماد؟ أم عن رجال يناضلون ليل نهار من أجل تأزيم أوضاعنا المعيشية؟  أم عن حكومات الحد الأعلى لفاعليتها الاستجابة لتوفير الأرز والدقيق وجزء مستقطع من المرتب، وبالكاد جرعة أنسولين لمريض سكري، يستنزف قواه، ويبطل شهيته، ريثما تأتي الجرعة التالية، عماذا سأكتب؟ عن مدن تتراشق الحجارة فيما بينها؟ أم عن كتاب وصحافيين لا يسمع صوتهم أحد، أم عن سلطة عمياء لا ترانا؟ أم عن أئمة تركوا قضاء حوائج الناس، وتفرغوا لقضاء حوائج السياسة؟ استغراق يتوه في دهاليز ذاهبة في طولها، مادام باب الحوار ينحو مناحٍ جدلية، ومادامت المخالفة تتفوق على الاختلاف، والخلاف يقود الأطراف للبحث عمن يخلف الطرف الآخر.

 تومئ لي فوهة البركان المفتوحة في ليبيا أننا لسنا في الوجود الحقيقي، وأنَّ الوجود السالب يستغرق بنا نحو شرخ عميق لا ننتبه له، نُدب، وعلامات تطال جسد الوطن، طعنات في صدر الهوية، تشوهات خلقية تطال التراث، والكل مفصول عن الكل، كان وجه *هايدجر* يلاحقني من فكرة لفكرة، يغمرني في عشب السؤال، فأغرق في سافانا طويلة، من إجابات تتسكع في نسغي، تحاول ملاحقة نبضي المسكون بالقلق، هنالك رأيت الكثيرين مثلي، غارقين في يم الأسئلة، والفصال عن وجودنا الفاعل، ذلك الوجود الممتلئ بالصخب، والحياة، والتفاعل، والفعل، وردِّ الفعل، كنا في هوة من الإحباط ، يسكننا الخوف، يقيم في داخلنا ذلك الوهم من أننا موجودين حقيقة ، هزَّات من هايدجر، تحاول روحي أن تستل نفسها من الاغتراب عن واقعها ، خشية أن يصل الأمر لسلب الذات ، وتفريغها من قيمة الوجود .
  
 أتسكع في ذلك الجرح الغائر، أغوص حتى يغمرني بياض حزنه ، أتشرب منه عنوة، لأقول له سأظل أقلق عليك، ما دمت نبضا تسري في وريدي مدى العمر ،  سأمضي به ويقيني ببلادي مطوياً في قلبي، أحمله في جنبات هذه الروح المرتعشة، مثل طائر مبلل بالحنين لعشِّه، يتمنى أن ينفض عنه غبار الهجرة والاغتراب،  فالقلب مُلقى في غيابات الجب ، والروح مغازل تُلقي بأسماعها لأخبار الوجد ، والعيون سهرٌ انداح  في مسارب الليل طيش ونزف ، والأنف ضمِّخته رائحة الغياب حتى سكرتْ به شهوة اللقاء ، والشفاه أناختْ بأسئلتها إلى إجابات  ترجمتها قبُل  التوق  للقاء وجوه ابتلعها الغياب  ، في سجون التوحد والتغريب داخلنا.

عبير الورد

ذات تسكُّع في جرح
13/8/2016 

الاثنين، 8 أغسطس 2016

أنثى عادية











ضعني على رفِ البداية لديك ..
تناولني بأناملك ككتاب ترغب قراءته .
لأنك تريد أن تنسى من أنت .
عندها ستجدني في صدر كلِّ صفحة 
أكتبُ هوامش بدايتي في عينيك .
و أنسكب بين متاهات الكلمات كي أحدثك عني 

المنسيةُ في قاع الوحل والطين  
وساعات منبه الصباح 
في وجه البحر المتسع دهشة  
في حماقة فنجان قهوة تناوله عاشقٍ غادرته حبيبته 
بمرارة 

تذوقْ طبعـــي بهدوء ....
بثمــالةٍ صادقة 
فأنا أكرهُ كل فنون الكذب !
و أمقتُ العناوين المزيفة !
و أشمئزُ من أرقام الهواتف المشبوهة !
و أرتعبُ إن سألني أحد عن اسمي !

يا نكهة الملح في مذاق أيامي 
وطعم اللوز كلما قبعتْ قصائدي بين أناملي
و آثامي !

لا أحبُّ البقاء هنالك عند آخر اهتمامات اليوم العادي 
ولا عند مشهد فستاني الدانتيلا الأسود 
ولا عند حافة نافذتي المشرعة 
على أسئلة غيابك .

أحبُّّ نكهة البُن حين يأتي الصباح باسمك  
وطعم الهيل حين تشمني رائحة صوتك 
وجنون المذاق حين أشتهي بكاء المطر 
وعبق حضورك  
يلفحني كطائرٍ مرتعشٍ ...
يكرهُ أنْ يُسألْ عن أشياء الفقد 
والحرمان  
والقهر  
والأجنحة المقصوصة 
من اللا  
ومن سيرة الهلالي حين ضمخته خيانة الأحباب 

أحبُّ أي طفل اسمه كاسمك 
وضحكته تشبه رنين البحة في صوتك  

يا أناي ...
أحبُّ أن أكون في رفِ البداية  
و أكره النهايات المليئة بالغبار 
البعيدة عن ضوء النهــار 
الواقفة على نخلات العلو 

كالماء المُتسرب من ثقب الغربال .
كأحلام ذوَّبها ملل الانتظـــار.

الخميس، 28 يوليو 2016

من مدين قلبي .....





·        


 من مدين قلبي .....                                                                                              
إلى شُعيب سؤالٍ  يكمنُ في عقلي ، يتساءل متى يلج النهار خيط الظلمة ؟، ومتى يتنفس الصبح ؟ ومتى يأتي الوطن ؟ و يتم الإفراج عن ابتساماتنا الأسيرة وراء قضبان شفاهنا التي  زمَّت أبوابها ؟   تركت للصمت مهمة التعبير عن واقعنا الغارق في دهليز المتاهة ، الباحث عن خيط يقوده لممر النهاية الآمنة ، من مدين قلبي الشغوف بك يا أيتها الجميلة ، أبعث لك رسالتي بعدما عجز الرجال عن استيفاء حق الاحتفاظ بك في بيت الوطن ، وتركوا للغرباء فرصة تحسس ملامحك ، وجسدك الغض ، اختلفوا طرائق قددا ، و استحالوا اثنتي عشرة أسباطا  ، قطَّعوا أوصال الوطن ، وعاثوا في بوصلة الطريق ، حتى حادت عن جادة الصواب ، خرجتْ ذبذباتها المعقولة  ، جراء آرائنا اللا معقولة ، فذهبت العقول بالوطن ، وخرج الوطن ولم يعد حتى هذه اللحظة !                                                                                                            

·  من أزاهير قلب مُحبة ، أزفَّ إليك باقات ياسمين ، وقبائل جوري ، محلاة باللون القرمزي الأحمر ، أطوف أفياء ملامحك ، و أجول شرايين قلبك ، و أسرح ، و أمرح ، بعيدا عن الحمقى ، والغارقين في النزق ، والطيش، بعيدا عن اتفاقاتهم ، ودعواتهم ، وادعاءاتهم بأنهم يريدون الوطن فيك ، بعيدا جداً أقف أنا ، وكثيرون، وكثيرات، طوابير تلو الطوابير، أكوام بشر ، و أكداس فرح ، وتكتلات من دماء ، و أرواح ، وقلوب ، لنقبل جبينك ، ونلثم خدك ، ونبارك مداسك ، ونشم رائحتك المُعفَّرة بترابك ، ورطوبة طينك ، نستبشر بصباحاتك  ، وندعو الله أن يرزقنا دوام بركتك ، ونور وجهك ، و ألاَّ يحرمنا من اسمك ، ووجودك في حياتنا .                                                 
                                                    

·        من مدين هذا القلب المُعذب ، سأستجدي قلبك كثيرا ألا يكثرت بما يحيق به من تعب ، ونصب ، وقتر ، وقهر ، وسأقول لك كم أنت جميلة بمن فيك ، كم أنت ناصعة القلب بمن يزرعون في قلبك ملامح الطيبة ، و ينثرون في مدنك و أحيائك قمح المحبة ، و ينشرون بين أهلهم و أحبابهم قيم النبل ، والخير ، والمساواة ، ولا يبيتون يومهم إلا وقد اقتلعوا عن ترابك الطاهر كل أشواك الفتنة ، وعوسج العنصرية ، و أعواد التخلف الرجعية الفكرية .                                                                                                                   

  ومثل  أفلاطون حين يروم المثالية  لمدينته الفاضلة ، ولا يقبل ما يعكر صفو مدينته الجميلة    وأجتهد في إقصاء كل الفرضيات ، والاحتمالات ، ليجعل عاتقه مترعاً بعبء أفكاره ، حين لم يشأ أن يقرأ ما تقوله عقول الآخرين عن مفهوم المثالية ، ولم يقبل أن يموت حلمه بين  يديه وهو العالم ، والعارف بأن للزهرة القدرة على الاستغراق في جمالها ، حتى تتعرى منه ، وتنسلخ بتلاتها عنها ، تتقشَّر جزءاً تلو جزء ، إلى أن تترك الساق وحيداً ، وتلفظ الوحدة جذرها بعيداً عن حقيقة الطين ، تتلاشى وفق مبدأ الاستغراق في اليقين بشكلها حتى آخرالأنفاس                                                          

·     دعوني أسبتُ بعيدا في  كهف أفلاطون باقي أيامي وعمري ، و أخرج عن طور الدولة التي تفنن  حكامها في طلب  المثالية ، فلم ترق لهم صيغة ، ولم يتفق لهم قرار ، ولم يتوافق لهم حلٌ ، وكلما اقترب خيط الفجر من ليبيا ، ولاح بصيص أمل قيامها ، اجتهد  الأفلاطونيون في النبش عن الهفوات ، وطلب الاكتمال  والمثالية ، حتى غاب عن عقولهم أن للمثالية أطوار ، كما البدر إذا تدَّرج في مراحله ، بلغ مدى الضوء متجاوزاً الاحتمالات ، بالتدرج في الاجتهادات .!                                                                                            

·هل ألقوا بتفاحة نيوتن في قاع الجاذبية ، فتنافرت الأطراف ، ثم أقسموا على تقشير برتقالة الملل بمبادئ هيجل المتطرفة ، أما كل شيء أو لا شيء ...كم يؤلمني أن أُطلَّ بنافذة وجعي على ضفَّة الشك ، و أترك ليقيني فرصة أن يعلق في شص الصبر ، الصبر الذي مزَّق شعبي ، وقطَّع أوصال مدني الجميلة ، وبدَّد ريحنا في كل حدب وصوب ، وترك جسد الوطن  لتجاعيد الزمن المهترئة  ،   تشجُّه قشَّات تقصم ظهره ، بفعل تضارب الآراء والتعنت في الرؤية من جهة ، و زاوية  .                                                                       
                                                                        
أ لم يجتهد سياسي واحد  في قراءة  مناهج دريدا ، يقرأ كيفما يتفق لنا زماننا  ، ويجمع  الرؤى  في وطن طال انتظارنا له  ، ريثما يترك الأفلاطونيون مثاليتهم ، و يتخلى الهيجليين عن تطرفهم ؟                                                                                                   

· من مِدين قلبي المتسع حباً لك  ، إلى أصغر شُعيب فيك أيها الوطن ، كم أحبك ! و أحب صباحاتك النبيلة ، والجميلة ، المليئة بالابتسامات ، و الفرح ، أنوس في مُحياك ، أضطرب كلما لاح لي شرخ ، أو ندبة ، أو شهقة حزن ، أجول ،  و أصول ،  أبحثُ عن وجع ، عن  دمعة ، عن وليمة حزن ، تفترش قلبك ، عن وريد ينزف فيك ، عن يتيم يفتقد يداً تربت على رأسه ، أفعل ذلك متسائلة  كم من أفلاطون سيعاني قلبك ، وكم من هجيل  سيتطرف بك متوارباً خلف مبادئه   ؟
                                                                                 
  
·   من مدين قلبي إلى  شعيب روحك  أيها الغالي ، مازلتُ أؤمن بأن المحبة قاعدة  التآلف ، والود قاعدة التفاهم ، والاحترام قاعدة التواصل ، والاستماع قاعدة الوصول ، مازلتً أؤمن أيها الوطن  بإعادة الفرضيات ، وطرح الرؤى ، والقراءة  ،  ثم القراءة ،  ثم الوطن  .


ذات بحث عن روقة الخلاص
28/7/2016

الثلاثاء، 26 يوليو 2016

لا شيء مهم في هذه الحرب





* من نافذة بيتي العلوية 
قريبا من اليمامة التي طارتْ 
بحثا عن عش صالح  للسكن 
كنتُ أرقب كيف تمطر السماء 
الكثير من المعدن المليء بالصراخ 
القنابل التي تتفتح كمظلات
الصورايخ التي يرسلونها كلعبة حظ 
الرصاص الطائش الذي  يختصرنا  في ومضة برق !
 وحين يصبح الوقت عملة صدئة 
أحملها في جيبي المثقوب 
و تعوي الريح  بمزيد من شحنات الفتنة 
التي أفرغت عقولنا 
سيتحول الوطن إلى لحم مقدد 
تلتهمه الأطراف الجائعة للسلطة  
هنالك  سأفقد روحي بالتسلسل المنطقي 
المنطق الذي يقولني ببساطة 
البساطة التي تخذلني وتصرخ في وجهي 
وجهي الذي فقد ملامحه  في الحرب 
و أسلم تجاعيده للوقت ــــ!

لا شيء مهم في هذه الحرب البليدة 
سوى استيراد البدلات والأحذية الطويلة العنق 
والمعدن الصارخ من رحم الرصاص   
والبيانات المُصابة بأكزيما النزف !
لا شيء مهم في هذه الحرب المقيتة 
سوى تصويرنا في الطوابير الشاردة 
ثم تحميض صورنا  الباهثة  في الصحف 
و  كتابة أسماءنا في قوائم المصابين بالتوحد !
*من نافذة بيتي العلوية  
شاهدتُ  البيوت  كيف تبخرتْ ! 
وتحولت إلى كثبان رماد 
قرب اليمامة التي...
 ط
ا
ر
تْ  
 ........