الجمعة، 28 أكتوبر 2016

التفـــاحة




التفـــاحة ـــــــ







في الضحى
أمنح الشمس قارباً
ومجدافين من أناملي المدورة
أغمسها في صحن إفطاري
فأثمرُ طفلةً...
يغويها البيض المقلي
أتدفأ بخيوطها الناعسة
كعينيك الانطوائيتين
لأصنع أرجوحة تكفي
ليوم بطعم المشمش..
الطازج...!
يا حبيبي...
الأشياء المدورة ذات جاذبية أكثر
إنها لا تعرف المساواة
ولا تهتم بأغلفة الكتب
ولا يشدها هوس فيثاغورس
بالمثلث...
والزوايا القصية والنائية...
الأشياء المدورة كساعة يدي
تحترم مواعيدك بين معقوفتين
لتمنح الحصار مفهوما
ثلاثي الأبعاد عن الإنسانية
الأشياء المدورة كشفتين كاملتين
تختصران الشوق إليك
لتسردا تاريخ الظلم والحرمان
في قبلة...
كقرص الخبز يظل خاضعا
لاحتمالات النسبية
والجوع...
والحياة...
الأشياء المدورة كالبرتقال حين تتفتح مساماته
على صقيع البرد...
يقشره الحنين بأصابع مرتعشة
ثم تفككه الأشواق...
إلى قوارب مبللة
الأشياء المدورة كالنهد
حين يختزل شبق اللغات
في الكلمات المتقاطعة
والحليب
والرغبة في البوح
كحب الرمان...
لا تملك إلا أن ترويه بالسكر
وزهر شفتيك.

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

إشهار موقع جديد لمجموعة سمراااء متخصص في السرد فقط














المُختار في دليل المواقع الليبية
من قبل الموقع المتميز ليبيا المستقبــــــــل .
يسعدني إشهار موقع جديد لسمراااء على صيغة info.
متخصص في السرد المفتوح ، والسرد الشعرونثري .
أهديه لكل أصدقائي بلا تمييز ، و أخصُّ بالذكر أولئك الذين يهبون الضوء بلا تردد
إنهم رُسل النور في مسيرة حياتي الأدبية .....أحبكم جميعاً .
للوصول لمواقع سمراااء ـــ النقر على الروابط في المنشور

الأحد، 23 أكتوبر 2016

قهوة







أحبُّ القهوة ...

التي تجرني إلى وجهك ....

 تتمايل الكلمات على خصرها

وتتساقط ركوة في بئر الفنجان

طرقات أعبرها حافية إليك ,,,,

أُلطخ قلبي بشبق الرائحة

أترنح ,,,,

أفقد وعيي عن صباحات العرب

والأخبار العاجلة ,,

وحبهم لاستكشاف المؤامرات

 ثم أغيب في زهايمر يأخذني لك 

أحبُّ القهوة

و أحبك ...

و أحبُّ الأرواح التي تلتهم وجهي في صفاء

تبحث في تفاصيلي ...

عن منابت طيبتي

وتغضُّ النظر عن عفويتي

أحبُّ أصابعك المتشققة

من الجفاف ..

أيُّها الأزدرخت القديم

البري ، الفوضوي

الذي ينفر صدره من الغبار

لكنه  مائدة تفرش باحتها لهوسي وجنوني ...

هذا جميل ..

مادمت كأشغال التريكو التي أدمنتها.....



الجمعة، 21 أكتوبر 2016

أريدُ طواحين هواء تدور من أجلي







*أحملُ علبة تلويني ، وفرشاة ، وقلم فحم ، ورصاص ، وجير ، ألفُّ شعري كعكة مدورة على قمة رأسي ، أنزع أقراطي ، أجهز روحي لطقوس الكتابة ، يغريني قلم الكحل الأسود ، فأخط به جفني ، و أمرره على الحسنة الخفيفة أعلى شفتي جهة اليسار ، ثم أكمل وضوئي الرومانسي بأحمر شفاه أحمر ، أجعله يبدو جاهزاً للفرح ، لطقوس الهروب ، لبساط ريح يحملني فوق كفيه ، أو كتفيه ، أو على رحاب صدره ، مالفرق ؟ ريثما تطلق الحياة سراحي ، سأكون قد أنشأتُ حقولي ، و أطلتُ في عمر نباتات ظلي ، و هذَّبت شعري دون الحاجة لصالون التجميل ، ريثما تطلق الحياة سراحي من عنق الزجاجة الذي علقنا فيه جميعاً ، سأشتري فستاناً بدون أكمام ، مصمم لامرأة سعيدة مثلي  ، أفكك أزراره ، و أترك للندوب التي تقبع في سكون الحرب فوق عنقي عارية ، يشهد على أنينها خواء عقول ساستنا  الرهيب  ،  سأشتري حلوى غزل البنات ، كطفلةٍ تنتظر البائع ، تحمل نقودها في انتظار العبور العظيم ، العبور الذي يتلخص في تلوين شفتيها بالأحمر ، أتناولها و أنا ممتنة للزمن الذي كفل سلامة البائع الجوال في حانة الشارع ...

*بكم يبيعون الضمير يا دون كيخوت ؟
أريدُ طاحونة هواء  تدور من أجلي ، تجعلني أعبر مسافات الحلم ،  أختصر دوران الطائرات الليبية حول العالم من أجل تحقيق التوافق ، في قرية ليبية صغيرة ، و أوفر مصاريف الفنادق الشاهقة والمترفة في مربوعة بسيطة لقروي حلمه العظيم وصول خط الانترنت لقريته  ، هذا الذي يستقيل من أجل سعادته عظماء السياسة في الغرب ، أريد طاحونة  تضخُّ الأموال الطائلة إليها ، وتبعثر أطباق السوشي الكاذبة ، لتضعني أمام  طبق ليبي شعبي ، نتحدث حوله بلغتنا البدائية ،وبملابسنا الشعبية  و نوجِّه أصابع الاتهام لبعضنا دون تكلف ، نعري جلودنا ،  ننزع الأقنعة المزيفة ، نُخرج الأزمات المختزلة في صدورنا ، الاحتقانات التي خلَّفتها الإبر المخدرة ، الجفاف ، والأكزيما ، والنزف ، والندوب ، والعار ، لنشتري ليبيا ...

* آآآه يا دون ....أريد حلماً نبيلا ً ، لا أحد يستطيع أن يسلبه مني ...
 يهبني السكون مقابل ابتسامة امتنان لا أهبها لأي كان ،  يحملني فوق مناكب حلم يتراءي لي فيه أنَّ ليبيا ملكة جمال الكون ، وتاج ملوك المدن ، و تمثال عشق ، و أيقونة الفرح في هذا العالم المليء بالأوجاع حتى نخاع الماء ....

 *أطلي مدينة الملح بلون السبخات الأبيض ، و أشرع النوافذ نحو الجهات ، أبني للطيور أعشاش فوق باحاتها العتيقة ، أُعطر شوارعها برائحة الحنين ، وحكايا السرد الشائقة ، أفتح بيوتها باباً باباً لأروي قصص البيوت الغائبة في عتمة الزمن ، لا أريد أن تغرق بلادي في الحزن ، وهي مازالت شابة صغيرة ، لا أريد أن ترتدي ليبيا عباءة ليست على مقاسها ، ولا ثوباً قماشه  مصنوع خارج حدودها .....

*من لي في هذا الليل غيرك ؟، أتعايش على صورته ، و أقتات الحياة من مضمون معانيه ، و أتسربل كحكاية  تمضي بين الأزقة ؟ ، لتسرد أمانيها في بساطة عميقة ، من لي بهيرودوت ليعيد على مسامعي كيف كانت ليبيا !، ويستحضر بين دفتي التاريخ الأرواح التي عبرت أزمنة  المجد الليبي ، وتركت أسماءها عالقة دون أن يطالها غبار النسيان ...!!

*من لي بكفِّ دافئة تعتقني من إصفرار هذا الخريف ؟، تعيدني من زمن الغياب إلى آنية الحضور ، تغربل ذكرياتي في ألبوم يحتويني ، وتحضرني في إحدى صفحاته صورة دون كيخوت ، وهو يطوي يقينه في قلبه ، ويمنح روحه لطاحونه تدور به في رحى الهواء النقي !؟

* سأهرب لمرافيء مهجورة ، كي آمن على قلبي الصغير من براثن الرهاب ، أتزين بإسوارة غدامسية ، أمتطي حصاناً أبيض ، أُطهر العالم بمسحوق الطيبة ، أنثرُ باقات الورد ، أطلق سراح اليمامات الأسيرة في أبراج المدن المحتلة ، أحرر المآذن الصامتة  ، الغارقة في دهشة تغير أحوال الائمة ، أزرع المزيد والمزيد من الياسمين ، و الريحان ، و الشماري ، و البطوم ، والخروب اللذيذ ، والإكليل ، والورد البلدي ، أُحيل حزن الشوارع النازفة إلى ابتسامات ، أتركها تنمو حتى  تتكدس ، و تملأ موانيء ليبيا ، ثم أشحنها للعالم ، و أكتب على صناديقها : ابتسامات فرح لعلاج حزن العالم ، مدة الصلاحية " مادام هنالك أمل ، بلد المنشأ : ليبيا ...

الأحد، 25 سبتمبر 2016

مخطوط





شفتاه دغل منسي 
من جوف غابات استوائية 
اكتناز مابين القوسين 
وما قبل فاصل اللغو 
وما بعد علامة إلخ ......
في طين الحواس 
المغمورة تحت سفوح الخطيئة 
مناجم معبأة بالتوق 
حقول فاان غوغ 
يقتبسني ..أجزاء ..أجزاء 
في ثانية ....
كأنها سنة ضوئية 
مهملة من أعمدة الدخان 
يترك عينيه عالقتين 
شرنقة تتوحدني 
فوق عنق صفصافة 
أو سرو وهبت قلبها لمدخنة 
في هذيان اللغة .....
حدقتان ل/ كهوف تاسيلي 
في حفرة الجفن 
تأريخ لأطلس رحلاتي الشتوية 
معزوفتان لشوبان 
متاهات مشفرة بألسنة الغياب 
و فصول رواية تاريخية 
بداياتي و بدايات البشرية 
قلبه مقبرة فرعونية 
أجساد وضحايا 
دفائن و أسرى و زوايا صوفية 
غرفة كاتمة للصوت 
سرابيلها قصائد عارية 
ماسوشية 
تُحرر أعشاش اللغة من فمي 
أعشاب خطاياي
وأصابعي المعجونة بالشوفان 
أحمر شفاهي البني 
قلم الكحل الأخضر ...
سرة الليل المحشوة في عيني 
و خلاياي السيتوبية

السبت، 24 سبتمبر 2016

سميرة






......
طائر أزرق 
خرج من علبة مجوهرات قديمة 
حاشية تتجهز لحفل العشاء الأخير
السيدة البدينة تكتب نصاً أيروسيا 
الخادمة تصلح قرطها القديم 
الفتاة العارية الوحيدة .
تحلق في  سقف العلبة 
تبتدع جناحا وتصله بغصن يحمل عشاً 
كل قبلة تخرج من شفاه سميرة 
تنبت عشا جديداً
فوق الملامح الصينية 
الصينيون لا يملكون قدما رفيعة كقدم سميرة
تدسها بين الشراشف الملونة  في ليلة مقمرة 
وفي الصباح تخرج فراشة  تحلق 
قرب النافذة العارية  من الزجاج 
تتململ بين أصابع الضوء 
ترتشفها على مهل 
تمتص تجاعيده .
ثم ترفل بهدوء قرب أنف سميرة 
المختلف المستدير
كشهوة غضَّة بلا قشور مخملية 
 تفاحة سقطت سهوا من اللغة 
مهملة من أنظمة النحو والممنوع من التقبيل
 ابتسامتها نانو في أنظمة التجريد
تشلح عن الرغبة  دثارها الشتوي 
تحيل المواسم لبرتقالة 
تقشر الملل بطلاء أظافر صيفي 
دانتيلا نهدها يدر النجوم 
تمنح الغرباء ليلة في بيت السعد 
تسحر  القمر بدراً مرة في الشهر 
تهبه قنديلا من إحدي عينيها 
وتغمز بالأخرى لحبيبها 
يغمس عجينه الطري في خمير انتظارها
يقرأ ندوب الحرب المفروشة على جسدها 
 سرة مارلين مونرو المقطوعة عن العوام 
خال سميرة توفيق المنسي فوق صدرها 
رائحة آخر فنجان قهوة عربية  في إسبانيا 
مضيق آخر لجبل طارق 
بين عامودين من ساق البامبو 
جدار فاصل بين غزة وتل أبيب
من خطوط السيلوليت فوق القفص الصدري
سنابل يوسف الغامرة 
بعد سنوات عجاف ...
هاهي توميء بالامتلاء 
كحقول قمح ترفل من ليل شعرها 
هذه النبية .....
المندسة  في آثار التراث 
أو ربما ثمرة شماري لم تنضج قبل التسعين 
جورية  مؤمنة بديانات  الزهور 
و دستور العصافير المهاجرة 
ووثائق  ليست من اللوفر و الكرملين 
واللحم المقدد و البيض النيء 
ليلة تسامر الليل بقبلة مستدامة 
ثم تغلق سقف السماء
 بأهدابها السوداء ........
س م ي ر ة  ....

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

الأوليغارشيا اللذيذة !







 *تحولتُ لمخلوق ليلي، أخيطُ بإبرة الوقت زمناً على مقاسي الصغير، أراهن على رتق عيوب الحقبة الزمنية التي أعيشها بمهارة قلمي ،أصطنع لي حبيباً يعشقني حد الثمالة، فأكتبُ من أجله نصوصاً بسيف خشبي ، أهبهُ كل قصيدة لوناً مزهراً ، لعله ينبعث من بين السطور وطناً أُلقي إليه برأسي المرهق من التفكير ، أدوزن ألمي مثل إنسان حجري قديم ، يتأقلم مع نقص موارد الحياة ، ويسير وقد تعشَّبت روحه جراء تراكم غبار الزمن عليه .

*في غرفتي أنزوي وحيدة، أنزُّ ذاكرتي بمذاق الحنين، أتصور نفسي سعيدة ، أخرج من بيتنا للشارع الآمن ، أتبلل بالمطر ، أغتسل بالماء ، أتنفس بعمق ، أكتب قصائدي المجنونة والبرد يتسلل لأطرافي ، ويزحف مع قلمي نحو صدر ورقةٍ بياضها ناصع ، يخطُّ بأناملي المرتعشة كلماتي الحبيسة في سجون التوحد داخلي هنالك يقبع في صمت الكثير من كلامي ، يتدفق إحساسي بمجرد أن أرسم حدودي ومناطقي الجنونية ، أمارس هذياني ، على مدن تتراءى لي أسراب طيور مهاجرة من أعشاشها هاربة من قشعريرة البرد  .

*هربتُ لفترة من أسئلة ريكور عن كيفنا ولماذانا نحن هكذا ؟ وبقيتُ لفترة من الزمن أضحك من علاقتي المُكرسة ببول ريكور، أتذوق على طريقته كعك الأسئلة ، أقلب نظرية الحوار الليبي رأساً على عقب ، أراها بقلق هايدجر، أو تبسيط أرسطو ، أو مثالية أفلاطون ، أو أمررها لي لأستنسخ طريقة تفكيري بسوارين كيركجارد ، وقلبي ! قلبي هذا الذي يتفتت مثل عصفور طريد العاصفة ، يرتجف ، يئن من شدة الوجع ، يحتار في خيارات الإجابات عن كيف ولماذا لم نتفق ، ولم نتفاهم على الحلم ، ولم نجد طريقة لنسيان صوت الرصاص ؟ ولم نشعر بهؤلاء الشباب الذين ذابوا مثل كلوريد الصوديوم في إناء شراستنا الفكرية ، ولم نستطع أن نسمع العقل حين يرنو لديمقراطية  الأفعال ، ديمقراطية السلوك ، ديمقراطية الممارسة ..

*هآنذا أعلق في شص السؤال ، كسمكةٍ تائهة في بحر يتعرض للاستلاب ، تعبره جحافل الهجرة ، وتقصم ظهره تجارة البشر ، وتدير شواطئه وجوه غريبة ماردة هآنذا أسجل اعتراف قلمي ، أننا لم نصل بعد لإجابات ريكور ، و أن الحواريات الدائرة هي سقط متاع من تجربة المساواة والحرية ، و أن ثمة مرض تعانيه الأطراف ،  من تشنج فكري ، و تطرف في الرأي ، وبين سلطتين تشدان طرف الوطن إليهما ، نحن الطرف المفعول به الألم ، والمفعولة فيه الأزمات ، والمفعول معه التجربة الحوارية المشوهة المخاض  .

*سرحتُ بعقلي بعيداً عن كعك أسئلة ريكور  ، كان أرسطو يحيطني ، مثل طوق في عنق يمامة ، نجتْ من سرب غربان تحاصرها بالتعنت في الرأي ، والاستبداد بالسلطة ، والتعصب في إبداء وجهات النظر ، أحاول قراءة المشهد ، والأفكار ، والدكتاتورية المتشددة من الأقطاب المتنافرة، أقطاب همها أن تبقى ، تستمر ، تستعين بالعالم على بقائها ، أو بموارد المال على استمرارها ، أقطاب ليس لها رصيد في الوطن ، فكلها ملعونة من شعبها ، وكلها مأسوف على اختيارها .
 *هآنذا أسحبُ جنودي وأوراقي  ، ثقافتي المتهالكة من تعب البحث ، رسائلي التي أنهكها السفر ، قصائدي التي ذابت شوقا لحلم ليبيا ، مدني التي بنيتها على الرمل ، تعويذاتي التي تعلمتها من أجل بقاء وطني ، أشجاري الخضراء ، وزهوري ، ونباتات ظلي ......أتركُ لطوق أرسطو يحيط بي ، ويهمس في أذني قائلاً : يا عزة ، شعبكم لم يتخلص من  الاستبداد  بعد ...

كنتُ أتنهَّد و أنا أعلم أن شعب ليبيا منذ 1911 مازال يعاني من أوليغارشيا مستدامة .


ذات تاريخ و جهاد  .
16/9/2016