الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

today







مساء اليوم استثناء 
كان صوتك مثل شكولا today 
يعيد ترتيب اللغة على شفير
المذاق الجنوني للهوس 
والشغف ...
يجعلني كأيون شارد 
من دورق الوجود 
يحلحل ضفائر شعري
لقوارير عطرك 
لأغفو على تهجئة بدائية 
في العصر الحجري لإسمك ...
منذ عرفتك ....
قبل تاريخ ولادتي بقليل
وانقضاء عام الفيل
من حياتي ....
خدجني حيائي 
انكسرت بيضة عزلتي 
فأطللت ُ على العالم 
متساءلة عمن فتح قلبي 
لنوافذ النبوءة والحظ ؟؟
الحظ الذي يعني أن تحلم فتاة مثلي 
بضياع فردة حذائها 
وفي لمحة اللغة ...
يبحث أمير البلاغة 
عن المقاس صفر 
لترقص معه التانجو 
منذ عرفتك...
وأنا أشعر أنني الصُدفة السمراااء 
ذات طعم النسكافي 
العالقة فوق ركوة الفنجان 
ورائحة شفتيك مبللة 
 باسمها ....

من قصائدي today

الأحد، 25 ديسمبر 2016

نهارٌ أبيض


نهارٌ أبيض
زبدٌ وخبزٌ محمص 
للشمس المتكئة على كتف نافذتي 
للمزهرية التي كانت ترقص 
الفلامجنو مع الهواء ...
كعب حذائي مكسور 
ال25 سم ضاعت سدى 
في جيب فوشيا 
الماركات في بلاد العرب
قطط سيامية 
أو كلاب زينة لا تأكل النشوي !


أبحثُ عن المزيد ......
المزيد من القبلات والحب 
وحلوى ترافل والخطمي 
المزيد من الأنفاس الزائدة
بعد إصلاح الثقب في قلب الكون 
و رتق جفن الأوزون


*المزيد من اليمام الأبيض 
والكناري ...
و ديانات الجوري 
ودساتير الياسمين ...
قلبي ليس أبيضا هذه المرة 
وإيزيس ــــــــ
خبأت وجهها من آلهة إيريس
ليس ثمة نافذة تمنح قلبها للريح 
أو قصيدة تنعي أبا الطيب 
هآنذا مُعلقة فوق جداريات القرن 
أترحم على المعتصم 
أنقر بأنفي جذوع النخل المنقعر !


هذا الهواء آسن ...
خصور الراقصات شارة حرب
الحاجب يقرأ مرسوم الخليفة 
يحدد أسعار السبايا 
أسواق سوداء من آكلة لحوم البشر
والمفتي يطوح العمامة العربية 
في الهواء ....!
فمن يشتري بنات الريح 
اللاتي لم يفضهن فارس ؟؟


* المزيد من الحب ..
وحلوى غزل البنات 
وبعض سكر النبات 
و رذاذ من رائحة مطر 
و حاكم عربي شريف ينسل أشرافا
من سيف خالد وعلي وعمر 
قلبي ليس نظيفاً تماماً....
من دايموغجية الساسة 
و زغرودة أم الشهيد 
و المضحوك عليهم ليوم الدين !


زهاء سنوات و أنا مغمورة في الطين 
أصدق حكاية الناطور 
وتفريخ اللغة 
وسريالية الفضيلة ...

شهران للثورات كفورة البيبسي 
في التأريخ الهجري
والتقويم الميلادي 
نضج الحلم النيء 
وفرَّخت اللغة داعش 
و صارت الصبايا سبايا 
و الوطن مستعمرة 
والحرية خطيئة 
والبيوت ركام 
والخبز حلم !



* المزيد من الحب ....
وقصائد يلفظها البحر في فمي 
وثوب مطرز من الموسلين 
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
و عش عزيزا أو مت وأنت كريم .. 
و الصيف ضيعنا الوطن ....
نهار أبيض ...
وحلم مختمر و محمص ...


الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

هجــــــرة الطين







أطفأتُ ضوء عينيِّ 
ورحلتُ إلى كرسي
 ُملقىً على عاتق المقهى 
أجلسُ هنا وحيدة ..
أفككُ لغة المكان المنزوي 
بعيدا عن حداثة اللغة 
و سادية اللهجات الهجينة 
أعرفُ أنني مخلوقٌ معجونٌ 
من رخاوة حلمٍ رطب  
فاقدٌ مدته من أول أكسجين الفرح
و ثاني أكسيد الحياة 
وثالثُ روتين الفقد والحرمان 
أشبهُ المنضدة التي فتحتْ 
قلبها لمزاج  الريح 
ومذاق قهوتها  للغرباء ...
كلانا جثةٌ لشجرة صفصاف 
قُطع رحمها 
قبل تناول أقراص منع الأمومة 
وقبل أن ترتع الأعشاش
بين أحضانها 
كلانا من عترة وحمرة التراب  
بلا مقدمات باهتة عن أرشيفي   
وتاريخ أول  شجرة سرو عتيدة 
نعجن  خطوات الصلصال 
من  الخدوش التي تطالنا 
نحاول أن ننفصل عن مشيمة 
الحبل السري للقهر
كلانا هيكل عظمي لشجرة 
 تناثرتْ أغصانها
عندما أغتصبها  حطَّاب الحرب 
 وشقَّ لحائها بدمٍ بارد 
كلانا جسدٌ فقد ظله ...
وترك عطره قوارير ضائعة 
تحملها هالات الريح  
كلما رفَّت جفون الأرض بكاء 
كلانا  تشبه محطات القطار الفائتة 
عندما تكتسحها خيبة القدوم 
إلى  هذا العالم ....
الذي مازالت تعده الشمس بالحضور .


السبت، 10 ديسمبر 2016

نبيذ الحياة








ظننتُ أن النبيذ أن تصنع قارورة عنب ، متأخرة عن موعد تناولها بكثير ، فتأتي كالهذيان ، وتجعل الذاكرة في حالة فوضى وخرف ، تتسرب منها أفكار الأمس ، واليوم ، وتبدأ في قصة البوح ، والتصريح، يتبدد كل ذلك في لحظة سكر ثملة ، خارج مواعيد العقل ، وبعد مرحلة التذمر ، ظننتُ أن النبيذ كطعم صوت فيروز ، يأخذك من الصباحات الآسنة ، لتبدأ مذاق الحياة ، بلون البن ، و رائحة القهوة ، ونكهة الشعر  ، تشعر في رحلة السُكر تلك بأنه عالم يحتفي بالخير ، والقيم  الجميلة ، والحب للحياة ، تشعر أنك كائن حقيقي ، في الوجود الموجود حتى لو كنت صحبة الافتراضي ، تشعر بأن ثمة ما يستحق ابتسامات شفتيك ، ونظرات عينيك ، و رهافة أذنيك ، وشدة انتباهتك ، وسرعة بداهتك ...إنه نبيذ الحياة 

أقتني من صاحب المحل فستاناً أصفر ، تساءلت أختي عن إصراري على اللون  ـ قلت لها أريد أن أغرد ، و أشرق في الغد ، أعتلي صدر السماء ، و أتصدر مشهد الشمس ، كصفار البيض ، أريد أن يخفقني الصباح كبيضة ، ويضعني في صحن الوجود ، و أريد حذاء أصفر و شالا أصفر ، فأغدو بطَّة ، أريد السباحة  ، و محو ذاكرتي في الماء ، وبطبطة كل الوعود الكاذبة ، والأحلام المزيفة ، أريد أن أرقص السلو ، و أفتح النافذة  للهواء النقي ، و أتناول الجالاكسي في انسجام ، وهدوء .....

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

أعيشُ وحيدةً







لايهم ....
أن أكسرَ زجاج صمتي 
و أنتظر خنوع المرايا 
المرمية فوق الرصيف 
فالرصيفُ مثلي ....
يخبيءُ حكايا اللوعة والشوق
في جعبة الطين ....
يستحضرُ نداوة صوتك 
منذ زمن ما قبل الميلاد بألفين 
عندما كان الدراقُ برتقال الشتاء 
فاكهةٌ تضجُّ بالضحك 
والليلُ قطعة حزنٌ مُقدد 
تنكمشُ كلما قلمَّت أظافرها 
ثرثرةُ المقاهي الملقاة على عاتقه 
الرصيفُ مثلي ...
صديقُ العتمة وفاترينات المحال 
قبل أن يكتشفه عمود الإنارة .
كان عملاقَ الصبرِ 
والبئر التي لا تغدر سر الرفيق 
منذ زمن ما قبل الميلاد بألف 
كنتُ أفككُ اللغة ....
لأشرح للعالم مفهوم النانو في وجهك 
و أثرثرُ عن مرور الهكسوس فوق أرضنا 
كنتُ وقتها ألتُّ العجين ...
و أتعبدُ في وجه أمي 
أقرأُ تجاعيد الرصيف على وجهها
وكيف عبر أبي أزليةَ الطينِ 
ليجعلني كمذاقِ الأواني الفارغة 
الأواني التي تمتليء من أجل غيرها 
تتركُ مواعيد أفراحها مؤجلة 
حتى تغتسل في باحات صمتها 
تجعل ابتساماتها مروراً عابرا
في ثرثرة الأحاديث الجميلة 

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

خارج نطاق التغطية







عماذا يتحدثون ؟
و أنا هنا في بيتي الزجاجي 
أنشيء ممالك الطين 
أخترع البرتقال للصيف ..
ومشاتل الجوري الأحمر 
تتهيأ لشتاء ماطر يغسلني 
كورقة بردي ترتعش 
من صفيق الخلاء والوحدة ...

حتى تلدني أناشيد الفرح 
سأنتظر موسماً يبذر الحزن 
ويقطع أصوات الرصاص
في الصباحات العارية 
بثرثرة فناجين القهوة 
وهوس الأحاديث المحلاة 
بالزبد والخبز المحمص ...

حتى يليق بي الفرح 
وأضع إكليل الشمس فوق رأسي
لأحصل على عينين لامعتين 
سأخرج من جلدي 
و أهبُّ قلبي لشجرة سرو عتيقة 
تنفض أوراق حزنها كلما هزتها 
الريح بهسيس الهواء ..


مقطع من نص خارج نطاق التغطية 

الأحد، 20 نوفمبر 2016

عبير وردٍ ملغوم بالفلسفة








• حين يتوقف نبضي عن الحياة، وينامُ الشعور بالأصدقاء،تستيقظ أحزاني من سبات الليل، وتظل تنهش قلبي بأسئلة الحنين، هنالك أنسى روحي عند اللانقطة، وأحتفي بالوحدة والعزلة كمقاتلة قديمة، سئمتْ من التناسي، وفلسفة حسن الظن، تصلحُ نبتة ظل منكفئة، وتصلحُ طفلة تنتظر حلوى غزل البنات، وتصلحُ فتاة روضةٍ  بذاكرةٍ ممحية، وتصلحُ مراهقةَ همَّها شراء هاتف الآيفون، وتصلحُ مقامرة على وصول الإنسان للمريخ، للخروج من هذا العالم المليء بالخداع، والمجاملات، والنفاق، والعنصرية التي مارستها ضدي أقرب صديقاتي الرافعات لشعار الثقافة.


• لايجوز في هذه اللحظة إلا أوقف سيارتي، وأطلب من نادل المقهى المنزوي وحيدا، فنجان قهوة بنغازية، تعيد لي رائحة روحي، التي غابت بين زحام الوجوه منذ أيام، كانت بنغازي ترطن بأصوات القذائف، وتتدفأ بالأدخنة المتصاعدة شمالها، وغربها، الشريط الساحلي طويل  متعرج  ينفث الغضب، الناتج من  زكام الرصاص، وحواريات العشوائي التي تلقي برسائلها النصية، على الأحياء القريبة من محور الصابري، وسوق الحوت، سرتُ على آبهة لأبواق السيارات، ولا للطابور الممتد أمامي ـ الذي يعبر ويجول هذه الشرايين المتقطعة من بنغازي، لايلوي على حياة، ولايأبه لأمر الموت ـ تعلمت هذا في هذه المدينة، ألاَّ أخرج إلا و روحي في كفي، وفي كفي الثانية قهوتي المجنونة، وعقلي تدور رحاه كما الحرب، ينظر لبنغازي وهي تتنفس من رئة البحر، ويسأل الله ألا تختنق من الضباب، وعجاج الساسة، لقد بصق البحر في وجوههم عشرات المرات، لكن وجوههم (صاحَّة)، وباردة، قالت لي إحدى السبخات في حكمة بالغة: أعلم أنَّك مازلت تسيرين حافية، فوق صدر الملح، وأعرف أنك تتداوين من بياضي، وتنكأين جراحك بذر الملح عليها، أنا لا أنسى من يحبني، لكني أرمي بالحصى، كل من حاقت به لعنتي، وهؤلاء لا يليق بهم سوى ابتلاع البحر لهم.

• كنتُ أنتظر أن يتجشأ بحر بنغازي الشمالي، كي يلفظ الكثير من الأسرار المعبأة في جعبته لكني عوضا عن ذلك وجدت فكري يتجه لثنائيات الذاكرة والنسيان، واللعنة والبركة، والنعمة والنقمة، والشرعية واللاشرعية، والأوفياء والخونة، والثواب والعقاب، ونحن وأنتم، والشرق والغرب، والمنطق واللا منطق، تنهَّدتُ وأنا أعلم لأي درجة نحن غارقين في القمع والاضطهاد الفكري، والعنف العقلي، والمساواة والعنصرية، فحين تتحول أدوات المعرفة لهذا الاتجاه، يصبح إصدار الأحكام حالة جدلية، وليس نتاجاً معرفياً، يشرح الظاهرة والمفهوم،  وتتحول الثنائيات بدلا من منطق التمييز، إلى منطق المخايرة، حتى يصعب أن نأتي بالحلول، مادام كل طرف يختار نفسه على الآخر، وبالطبع هذا ليس علاجاً ناجعاً لمنطق الثنائيات إذا أردنا أن نفلسفها طبقاً للمعرفة العلمية، والخلاقة، التي ثمارها الإنسان ولا شيء غيره.

• كان آينشتاين يحضرني، و يقول لي لابد للفعل الأخلاقي أن يأتي بقوة، ويعتمد على قوة المعرفة في إنسانوية فلسفة الثنائيات، بحيث تُناقش من باب التعاطف الإنساني، والرابط الاجتماعي، والمنظور الأخلاقي، مهملاً الدين باعتباره مأزقاً يضع الإنسان في موقف حرج أخلاقيا، أما نحن بشرقنا وغربنا فقد تجاوزنا المأزق ـ وخرجنا منه إلى اللامأزق، بالرضا عن الثنائيات والبقاء في هذا الوضع الفصامي حتى ساعة قيام آينشتاين من قبره.

• وهآنذا أخرج من جزيرة الدوران قرب نادي الشمال في بنغازي، لأدخل في زحام الأسئلة ووجه ريكور يُطل من الزجاج، متسائلاً عن فقدي الكثير من نشاطي، وتأخري في الكتابة، والتزامي الصمت، وبقائي وحيدة، مبعدة، مقصية في ركن بيتنا، مكتفية بمراقبة عيون النوافذ، وألسنة الأبواب التي تعشَّبت من الدعاء لله بالفتح، والنصر، فيرد هايدغرعن سؤال ريكور ليقول له أن القلق ظاهرة طبيعية، ولابد لها أن تقلق حتى تثمر الكتابة بمبادئها الخلاقة، ومناحيها المتعددة، هناااك في الزاوية البعيدة كان هيغل يراقب الحوار في سخرية ماحقة، جعلتني أنكفيء على نفسي في خجل، وأغلق باب عقلي، فثمة مذاهب تتحشَّد في رأسي، وهيجل يرفض مناحي تفكيري، ليقول لي عزة الفلسفة أن نقول مالايمكن أن يُقال! لكني أجبته في قرارة نفسي: أليست الحالة الليبية كذلك؟

• ماذا عن قلبي الذي سقط على غفلة مني، في ميناء مهجور، يبحث عن هواء صالح، لتربة مالحة، وماء يروي قصة المدينة التي تتنفس من رئة البحر، ماذا عن روح تتخبط داخلي، وتعيش كفراشة قريبة من النور، تقترب وتخشى الاحتراق، تغترب وتخشى الانطواء، تفترش لحاء الشجر، لتتوحد في غربة ذاتٍ عميقة، وبعيدة المدى، ماذا عن سلام أبيض يرفرف في القلب، وبياض روح تنتظر الوطن، وبوادر نصر تلوح في الأفق، ماذا عن طائر النورس، ومالك الحزين، ونافذة وعينان، ووحيدا مثلي، وقبل أن يشيخ البحر، والذي  لايموت، وأسئلة ليست من إنشائي، وليبيا المستقبل.

• آآآه سأبقى كمواطنة ليبية متجذرة في طين هذه الأرض، وألون جداري، وأستمر في زرع أصص الزهور، وأدعو للإنسان، وأنسنة كل شيء، لأن هذا طريق الخلاص من التمييز، والطائفية، والمذهبية، والعنصرية، والحروب القائمة فيما بين ثنائيات الشعب الواحد، سأبقى لطالما بقيت طواحين دون كيخوت، هاهو يُقبل متسائلا: أمازلت تحلمين بليبيا الجميلة أن تعود؟
• أوقفتُ سيارتي، عند وصولي لتقاطع الجزيرة الثانية بعد نادي الشمال، وبين التقاطعات الأربعة كانت الفلسفة تحاصرني من جديد، وكنتُ أريد النزول من سيارتي، لولا أن أحدهم أطلَّ من نافذة سيارته مُعلقاً: يا أستاذة حتى تكون طريقة إيقافك للسيارة مثالية، يجب أن تتقدمي عن دائرة الجزيرة قليلا، تأخذي الطريق على بعد مسافة، وألتفتُّ إليه، وإذا بمدينة أفلاطون المثالية تبرق كفكرة من رأسي، لأجدني أجيب عن سؤال دون كيخوت: نعم… أحلم بليبيا وإن كانت المثالية بعيدة لكني مثلك أفلاطونية بعض المرات… ستأتي ليبيا… وبعدها نفكر في المثالية حين نجد أنفسنا قد وصلنا إلى اللامثالي

ذات تخاطر معهم .