الاثنين، 2 مايو 2016

قبل أن يغادرنا الوطن ..




عندما أحببتك ...
كان الشتاء نائماً بين أحضانك 
والسماء في مخاض المطر 
و العالم مشغولٌ بزراعة قبلات النهار 
على مُحيا الليل !


وكنتُ أتساءل هل ستغيم السماء بعد مواسم الحرث تلك
وتنفجر الأرض بالمزيد من فوشار الفرح ؟


أنا يا حبيبي 
أعشق شكل الأرض المربع ...
الذي ألهمني أن النسبية هي الزمن النائم بيننا 
حين لم نتقابل بعد ....
و أن المسافة بين تنهيدة شوق 
ولهفة حنين ...
تترسب في ابتسامة صبر فوق جبين الانتظار !


لا تدعني أتلكأ في يومي 
حين أستيقظ و أنا مشغولة بالبحث عن فنجان قهوة 
لمجنونة إفطارها شعر ..
و قصائدها أنت ...
ونصوصها غياب يمخر في رحلة بحث ٍ 
عن شيخ البحر ....
و أحدب نوتردام ..
و أليس في بلاد العجائب !


هذا الصباح أعرجٌ مذ أطل من نافذتي 
تسربتْ أخبار الجنود إلى مزاريب المياه 
وصاحت الأرض بأسماء الشهداء ...
وفتحت المقبرة ذراعيها في حفاوة وتكريم !

يقولون أن السماء كانت بيضاء يوم استشهادك .
يقولون أن رتلاً من الملائكة كان يجتاح الأرض .
يقولون أن أصوات الرصاص توقفت في بنغازي .
يقولون أن الوطن وقتها كان فوق منصة المزاد العلني .
يقولون أنك أفسدت المزاد .....
وغادرتْ قبل أن يغادرنا الوطن !!


عزة .
من نصوصي : قبل أن يغادرنا الوطن !
أهديها لكل من فقدت شهيدها وحبيبها ..
شهيدته وحبيب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق