السبت، 21 مايو 2016

الفتى الوحيد الأسمـر







طال بك الغياب ، أيها الأسمر المندثر بدثار الصمت ، القابع في سكون الصحراء المهيب ، الساكن في وريد الوطن ، مخطوف أنت من مذاق الفرح ، مبعد عن عيون الوطن ،متوحداً ليله ، مشتعلاً في نهاره ، صاخباً في نزفه ، باكيا حتى بلغ النحيب أنين الرمل اللافح فوق سيمياء وجهك ، وحيداً ، أسير الشوق ، مكبلاً بالوحدة ، مكللا بالخوف ، عزيز النفس ، نقي الروح ، عميق القلب ، ماذا فعلنا بالوطن فيك ؟ أبقيناك كيوسف ، معزولاً ، نائيا ، في الركن القصي نسينا عذوبتك ،وشراهة طبعك ، وبحة صوتك الرخيم ، تجاهلنا موطيء قدم الوطن فيك ، شغلنا النواح الشمالي عن تذوق أهازيج فرحك وتحسس محياك الأسمر ، وتفقد طيبة قلبك النازف من الوريد للوريد

احبُّ الهواء الآتي بنسائم اسمك ، تفرح له بوادر حنيني لأناملك ، تهلل له كثبان الرمل ، وتتشكل بين يديه عروس السراب كيفما شاء لها نهارك الصحراوي الموسمي ، فكيف أشرع اتجاهات بوصلتي للريح ؟ و روحك تناديني صوب الجنوب ، أ أترك من يدي بوصلة الطريق ، و أتبع حدسي نحو الوريد الجنوبي ، أم أغمس روحي في شهوة سكونك ، لأتحسس مفاتنك بعد أن طالها نزف الوريد .

من مجموعتي نزف الوريد الجنوبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق