سيدة الظل .
كانتْ كلما ارتقتْ بسمو ، واختارتْ البعد عن الضوء ، أشرأب عنقها القصير للشمس ، ومدَّت أحلامها ترنو إلى حكاية تخلدها في وضح النهار ، أناملها تكبر في دعة ، تهمس للسكون برواية الصمت المهيب ثم تخبو في إناء الوحدة ، تاركة طلاء أظافرها الملون ، يزداد خضرةً في أيقونة الظل !
لسيدة الظل كل الفصول إلا من فصل ٍ ليس لها ، وهواء ً لا يتسع لرئتها الصغيرة ،
ومطر تخشى أن يرويها حباً حتى يقتل قلبها ، ومناخ يميل بمزاجه المتقلب إلى البقاء في العتمة ،
العتمة التي تبوح بكل أسرار السكون التي ألقاها بين ذراعيها .
السكون الذي سيظل يخبو ، ويتحدث همسا ، كلما استمع لهسيس الكائنات الصامتة هناك .
الهسيس لا يسمع أحداً ، لكنه يهب ُ نفسه للشفافية التي تتراءى كجدار خفيف بين العتمة والأشياء !
ظلتْ في الزاوية تكتب أبجدية الحكمة ، و أفكار الشمس تزدحم في مخيلة النبتة ، تحاول التسرب إليها من عنق الضوء ، فتمضي في حياكة طولها ، محاولة أن تزداد خضرة بيقين روح اللون ، اللون الذي لا يناله سوى من مضى حثيث الخطى ، يتصبر أفياء الظل ، و يقبل البقاء منكفئاً ، وحيداً ، يهمس للعتمة الضاربة في السواد ، و عزمه يكبر مع بلوغ النبتة أرواح الظلال ، القابعة في مفاتيح الأثير من عالم الظل .
كان لها أصيص فسيح يرى بعين واحدة ثقوب الضوء المُتسربة إليها
ولها عينان ونافذة مُطلة على وجع الأشياء ، مفتوحة على مصراعيها لمناخ الظلمة .
لها أوراق تصبو كلما ران قلبها بسمو للخضرة ، فترتقي صباحا نحو بصيص النور
وتنحني في خشوع كلما لامستْ أنامل الضوء أعناق ساقها الرفيع !
لها روح معجونة برائحة الحناء ، و زهر اللوز ، وبياض الفجر ، وخد التفاح الأحمر ، تمازجتْ في نارنج الشكل ، لتضفي عليها حلاوة قلَّ نظيرها .
لها سمو الأمراء ، في ارتقاء معارج النور ، وهدأة الحكماء في خوض غمار التجارب ، و جرأة القدوم حين تتساقط في خضوع ، لتعيد تشكيل وجودها من جديد ..
خاتمان لسيدة الظل .....
خاتمٌ لحكاية الصفاء ، ودنوِ المعاني من مراتب الجزع ، ذلك الذي يجعلها تختار الصبر في لغة الظل
بانتظار الشروق الأخير ، للحياة الساكنة بين ذراعيها .
و خاتمٌ من قلب يفيض وحدة ،
يتوحده غريب عاش مثلها ، فتوجَّس اغتراب الوجود ، من عميق البقاء وحيداً ، وناء من صيرورة الكائنات ، إلى أضعف وهنات السكون ،وذبذبات الكون ،فكتب بحبٍ اسمه على نبتة ظلٍ في ركنِ بيته !
عزة رجب
—في بنغازي.
كانتْ كلما ارتقتْ بسمو ، واختارتْ البعد عن الضوء ، أشرأب عنقها القصير للشمس ، ومدَّت أحلامها ترنو إلى حكاية تخلدها في وضح النهار ، أناملها تكبر في دعة ، تهمس للسكون برواية الصمت المهيب ثم تخبو في إناء الوحدة ، تاركة طلاء أظافرها الملون ، يزداد خضرةً في أيقونة الظل !
لسيدة الظل كل الفصول إلا من فصل ٍ ليس لها ، وهواء ً لا يتسع لرئتها الصغيرة ،
ومطر تخشى أن يرويها حباً حتى يقتل قلبها ، ومناخ يميل بمزاجه المتقلب إلى البقاء في العتمة ،
العتمة التي تبوح بكل أسرار السكون التي ألقاها بين ذراعيها .
السكون الذي سيظل يخبو ، ويتحدث همسا ، كلما استمع لهسيس الكائنات الصامتة هناك .
الهسيس لا يسمع أحداً ، لكنه يهب ُ نفسه للشفافية التي تتراءى كجدار خفيف بين العتمة والأشياء !
ظلتْ في الزاوية تكتب أبجدية الحكمة ، و أفكار الشمس تزدحم في مخيلة النبتة ، تحاول التسرب إليها من عنق الضوء ، فتمضي في حياكة طولها ، محاولة أن تزداد خضرة بيقين روح اللون ، اللون الذي لا يناله سوى من مضى حثيث الخطى ، يتصبر أفياء الظل ، و يقبل البقاء منكفئاً ، وحيداً ، يهمس للعتمة الضاربة في السواد ، و عزمه يكبر مع بلوغ النبتة أرواح الظلال ، القابعة في مفاتيح الأثير من عالم الظل .
كان لها أصيص فسيح يرى بعين واحدة ثقوب الضوء المُتسربة إليها
ولها عينان ونافذة مُطلة على وجع الأشياء ، مفتوحة على مصراعيها لمناخ الظلمة .
لها أوراق تصبو كلما ران قلبها بسمو للخضرة ، فترتقي صباحا نحو بصيص النور
وتنحني في خشوع كلما لامستْ أنامل الضوء أعناق ساقها الرفيع !
لها روح معجونة برائحة الحناء ، و زهر اللوز ، وبياض الفجر ، وخد التفاح الأحمر ، تمازجتْ في نارنج الشكل ، لتضفي عليها حلاوة قلَّ نظيرها .
لها سمو الأمراء ، في ارتقاء معارج النور ، وهدأة الحكماء في خوض غمار التجارب ، و جرأة القدوم حين تتساقط في خضوع ، لتعيد تشكيل وجودها من جديد ..
خاتمان لسيدة الظل .....
خاتمٌ لحكاية الصفاء ، ودنوِ المعاني من مراتب الجزع ، ذلك الذي يجعلها تختار الصبر في لغة الظل
بانتظار الشروق الأخير ، للحياة الساكنة بين ذراعيها .
و خاتمٌ من قلب يفيض وحدة ،
يتوحده غريب عاش مثلها ، فتوجَّس اغتراب الوجود ، من عميق البقاء وحيداً ، وناء من صيرورة الكائنات ، إلى أضعف وهنات السكون ،وذبذبات الكون ،فكتب بحبٍ اسمه على نبتة ظلٍ في ركنِ بيته !
عزة رجب
—في بنغازي.