‏إظهار الرسائل ذات التسميات عصيـــر .... إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عصيـــر .... إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 19 أبريل 2016

عصيـــر ...








مواسم الجفاء تتسرب لرحم الأرض ، حين ينسى الطين وجهه ، تتشقق ملامحه من يباس الجفوة ، يترك جفن الأرض ، وهدبها متآكلاً من هجر الماء ، أ تراها تخلت عن وجهها الطيب ، جراء تفاقم الوجع في قلبها ، وتصحُّر عاطفة البشر ، فألقت ما في جوفها ، وتخلت ْ عن بذرة التكوين ، حين أدرك السواد نسغها ؟ !


مازالت السماء تسكب عصيرها فوق أكواب الأرض ، لتمتلئ العيون المتعطشة لأنامل الماء ، حتى تنفجر من السعادة ، ويشع فرحها حولها ، يتلون الوجود باخضرار الملامح ، وتتهلل أوراق الحياة ، ويمضي المطر في رحلته ، يمارس الشبق ، وينجب من أنوثة الأرض نباتات إناثاً من الزهور ، من شوق الجوري ، إلى عبق الياسمين ، إلى الورد البلدي المُعطر .


يتساءل متى ترفع الذكورية يدها عن هذا الرحم الخصيب ؟، وترحل بآلة الدمار عن هذا الوجه الصبوح ، المتخشب من الإعياء ، وضعف الحيلة ، وقصر اليد ، متى تتغير الأفكار الشرسة ، لتضخ من وريد قلبها أفكاراً تنجب الفرح ، وتسدل ستار الليل لتنتهي مسرحية الحروب التافهة ، و تبدأ مواسم الضحك ، محررة سراح الابتسامات من الأفئدة المحبوسة في سجون الجزع ، تخضب الملامح المتجعدة من الحزن ، بحناء الرحمة ، و يقين الله .


متى يملأ الماء هذا الرحم العقيم ، ويتسرب إلى أوردة الأودية الجافة في أرواحنا ، يترك للأمل نصيبه من غصن الرجاء ، ويمنح الرجاء فرصة التأرجح على أرجوحة الدعاء ، ويرفع الدعاء على الأكف المفتوحة مرآتها لسقف السماء ، يدعها للرحمن ، حين يعتصر رحمها ، فيأتي عصير المطر اللذيذ ، وتبدأ رحلة الإعمار والفرح بالحياة ...