كان ورقة يسكنها الصمت ، متهدلة من خد غصن ، يعجُّ بالكثيرات مثلي ، إناث يمضين في رحلة الوجود ، وهن وارفات ، شامخات ، يهبن الفرح ، وينجبن الطفولة ، يغمرهن دفء العجين ، المُتكور في بطونهن ، الخارج من عسل معقود ، في أكفُهنَ خيط الحياة ، الماضي إلى بقاء رحلته بين الأنامل المترعة بالود .
كان ورقة خضراء ، مُعلقة مثلي تنتظر القطاف ، و أنتظرُ حصاد الفرح ، يحمله جود الأكف الريحانة ، لتطحن خشونته ، ويستحيل نعومة ، تشبه دقة ملامح الطين ، و رائحة الجنة ، و أنين الصندل المُتصلب تحت ضربات سحقه ، تتلقفه يد أمي الحانية ، تضعه في ملاذ من فخار ، ثم تسكب فوقه شيئا من سواك حديثها الشائق ، و بعض دموع ماء الزهر ، وقليل من شهقات الشيح ، تلونه بمنقوع الكركديه القاني ، تعجنه بأغاني الثرات ، ثم تدفن فيه زغرودة فرح ، وتخضَّب يديِّ وقدميِّ قبل أن أغمض عينىِّ في جفن الوجود ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق