الأحد، 3 أبريل 2016

ليس سراباً





أُفضي إلى الطريق وحيدة ، ماضية خطواتي نحو الانتهاء ، إلى حيث تقبع ياء النهاية المحتومة ، وباء الباب المؤدي إلى أحضانك ، هنالك سأقرأُ كل صُحفي ومجلاتي ، و أجلسُ كطفلةٍ على كرسي هزازٍ ، لأرقب أحوال طقسك عند خط استوائك ، ومن خطوط طولي ، وتعاريج عرضي ، ودرجات حرارتي الوهمية .


أنا هنا ! ، تحت الصفر ، هناك قابعة فيك إلى القاع ، حتى أشعر بالماء يضمحل بي ، وبالبياض يتمرغ حبر كلماتي ، وبالانتحار يشنق هسيس بوحي ، وبالثقل يذهب بي للفقدان ، لذاكرة التغييب في زمن لا يعرف شيئا عن التعداد ، لنافذةٍ سئمت إغلاق ملامحها تلقاء وجهك ، لذكرى أنبتتِ السوسن من هضابي القاحلة ، وانكفأت كجورية ٍ ذوَّبها حريق أصابعك .


سأطفئ ضوء عينيِ ، و أُسبلك بين جفنيِّ ، و أفضُ بكارة لغاتي التي لم تقرأها بعد ، و أُعتق همساتي المغلولة بأصفاد عقلانيتي ، و أحل لغزي المُعقد ، وتساؤلاتي المبهمة ، حين تشبه ابتسامتك الضباب الذي يسبق ضحكات الشروق ، وحين يكون موعد هطولك ولا تُمطر ، وحين أكون نبتة ً عطشى تهزُّ فضيلة الجوع إليك ، فأنسكبُ في قاع جذوري ، مُتصدية لغرقي وحيدة ، كالمنسية في الطين ، كالمغموسة في لذة الحرمان منك ، كالمُبللة بأفكار الشوق إليك ، وحين يأتي الضوء ولا يحملك قصيدة ، على شفتيِّ المغرور قتين بطعم البن المُرِّ ، وحين أبحثُ عن أناملك كمفتاح ضائع مني ، أراك من ثقب الباب كشفاه تمدُّ قبلاتها لي .


لست سرابا تتراءى لي في صحارى عزلتي ، و اصفرار الرمال المُتناثرة على بقعة وجهي ، بحثاً عن واحتك المفقودة ، أشدُّ رحالي لمجاهلك بلا مُواربة ، أريدُ أن أركض إليك ، فلا تختفي تحت ظلك ، أريد أن أترنح في مشيتي ، بانتظار ذراعيك فلا تخذلني ، أريد عناقك ، فلا تتهيأ لي خيالاً ، أريد إحصاء تجاعيد وجهك ، فلا تُقطب جبينك قبالتي ، لا تترك كفي من يدك ، وتكلم إليها بشفتيك ،لأعرف أخيراً أنني أمسكتُ بملامحك العالقة بيني وبين حلمي بك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق