أهمُّ برسم الخريطة ، أصنع حدود اللوحة ، أرسم الإطار ، أبدأ في إحصاء تعاريج خطوط الطول والعرض ، يأتي وجهك على خط الاستواء ، فيشق قلبي نصفين ، من الشمال كانت كلماتي علامة تعريف الخريطة ، دوال حمراء لمناطق غير آهلة بحبي ، دوال خضراء لحريتي فيك ـ دوال صفراء تمنع الشوق من ارتكاب لوعة حنينه ، حين تلتقي كفي المشتاقة للقاء كفيك ، من الجنوب كان وجهك يرتسم كسراب ، يصعب الإمساك به ، يتراءى لي من هجير الصحراء ، ولسعات البرد تجتاح جسدي الغض .
أنا يا سيد السراب
يا قوت السراب حين يتآكلني الحنين
أعرف كيف أملك قوانين التيفيناغ لأتهجأ مشاعري ، مقتطفة من لكنة التوحد ، فوق تجاعيد صخور الصحراء الساكنة سكون الرحيل ، فقدت دليلي إليك حين أخذنا الوطن صحبة رحلة ضياعه ، غاص بنا في كثبان الرمل المتحركة ، ضاع أناس ، وغرقتْ قوافل الودَِ ، وقبائل الحنين ، كانت تقطع صمت الصحارى ، وسماء عينيك بوصلة الرحيل .
دع وجهك يحتل خارطة حزني ، يتركني أمارس هوس فضولي فوق خطوط طولها
وعرضها ، أحفل بك ، كما تحفل نباتات الصبار بمرور قوافل النوق من دربها ، أشتهي أن يحملني نسيم الصحراء على كف تخضبت بشوق أعماه الصبر ، فترك الرمال الصفراء تكتب الحكاية فوق تضاريسي ، تجعلها ديموغرافيا أبدية ، تستمد نحتها من ملامحك ، وتجاعيدك ، تروي أيقونة الجنوب الغائب في صمت الصحراء والسكون .
من مجموعتي نزف الوريد الجنوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق