الثلاثاء، 24 مايو 2016

حالة توحُّد







المساء الذي لا يضيء بك 
يعمى عن رؤية نجومه 
تنهمر شفتاه بكاء من غيابك 
ها أنا 
وحيدة أتدلى من مقصلة الليل
على مشنقة الشوق لرؤياك 
أغرق في عشب الليل
بعدما زحفت نباتات الظلمة لجسدي
توحَّد غابة العزلة 
وطفق يخصف عليه من أوراق رحيلك!

من لي بوجهك الغائب في الزحام ؟
من لي بنهار يشرق بمجيئك ؟
و ذكرياتي  آيلة للسقوط في فجوة فراقك 
تفتح أزرارها للريح 
وتشرع نوافذ الفقد والبكاء 
على هذه البلاد التي بيَّض أهدابها 
الحزن ...
و قشَرها الملل في طوابير الانتظار !

لست وحيدة هنا ....
 فهذه العيون التي فقأها الرحيل
تريد  عيداً  للفقد ....
عيداً للبيوت التي تركتنا و اختارت الركام !
عيداً للذين أكلهم التراب كرهاً !
عيداً  للصور التي اختارت السكون الأبدي 
بين أحضان ألبوماتنا 
عيداً للتوحد الذي يذهب معنا للنوم 
ويدفن أحلامنا في الوسائد المبللة بآهات 
اللقاء !




الأحد، 22 مايو 2016

بكم سيبيعون الوطن ؟




  مثل  فارس خانه توقيت المعركة 
أ و ساعة واقفة على ساق واحدة 
 لتعلن موتها .....
 على حائط الذكريات القديمة 
يتوجني الحزن ملكة روحي 
 في مملكة العزلة !

وحدي أُحصي تجاعيد الزمن المهتريء 
و أُقدد من انتظاري لوحات الأسى القادمة
التي منحت آدم المزيد من حقوق الذبح 

لسنديانة واقفة في حديقتها.....!
لصفصافة تمدُّ عنقها للسماء !
لبطة تدرب صغارها على المشي !
ليمامة تحتضن بيضها في العش !
لأم تحمل أطفالها للمدرسة !
للطين المنسي في الأرض !

بيني وبيني الحزن علاقة مشبوهة 
وليل يحمل فوق أكتافه المترهلة حكاية 
المدينة التي تفتح نوافذ النهار للهواء الكاذب
للحرية المنفوخة كبالون بدين
للديمقراطية التي شربنا بسببها ماء البحر !

برنيق يابنة الملح
@ ............ الوطن 
ها أنت تسرقين  حواسي من تحت مسامات جلدي 
تلفظين أنفاسي تحت الماء 
حين لا يأتي الوطن 
وحين يهرب من النافذة 
وحين نكتشف أنه خرج من قبعة الساحر 
واختفى فجأة في ظلامها 
  ليبدأ العد التنازلي في أسواق النخاسة 
 بكم سيباع الوطن ؟
 بأحلام اللحى الطويلة ؟
أم بالفتاوى المستعجلة ؟
أم بحكومات من  ورق ؟

من نصوصي 2016




أهـــــــــــداء لكل قرائي و أصدقائي......

للموسيقى سحر مُلهم

لأية ملاحظات على المدونة أرجو مراسلتي على  :

smra.khayali666@gmail.com

أو 

zeezenya27@yahoo.com 

كل الحب لكم 

السبت، 21 مايو 2016

الفتى الوحيد الأسمر 2












جنوب عينيك شامة سمراء وحيدة ، تتوحد الليل متغزلة في ملامحه المجهولة ، إنها شامة فزان الوحيدة ، جنوب شفتيك تفاحة العشق ، تستدير كواحة ترتع بين أحضانك ، يشرأب لها عنق الوطن ، المتعطش لعذوبة ماء شفتيك ، تلك واحاتك المغمورة في طيبة الرمل ، المنسية في قاع عينيك ، جنوب خديك يا فاتني غمازتان من لهفة ، سبها وقد شابها حنين القرضة ، و تخلل حديثها الشهي بدعة ِالعتاب المليح ملاحة روحك ، جنوب عنقك شريان يضخ قصائد فزان للقلب ،هنالك أنا أقيم فيك نبضة شمالية ، ارتحلت كغيمة مع الرياح الموسمية  

أقبع فيك متدثرة بدثار الشوق ، بانتظار مطر يهطل بدهشة اللقاء ، تزهر من بعده بذور حنيني ، و تخضر أغصان فرحي ، و تتطاول كنخلة جنوبية ألقت بأحمال ظلها قرب واحةٍ غنَّاء


آآآه ، تعال  !
تعال واترك للزمن مهمته ، دعه يكملها على مهل ، ودعني أتسلق كتفيك ، و أتشعلق فيك طفلة صغيرة ، باقية وتتمدد بين أحضانك لمزيد من العمر أيها المعتق كخمر في كأس الليل ، كنبض في ترياق القلب ، كهوس في رائحة القهوة ، كجنون في حرقة الروح ، كنسيم في تلاعب الريح ، كثمالة ٍ في سكرة  الوجد ، كوجه أتلقفه اشتهاء وشغفاً ، حتى تسكرني رؤيته ، وتنضج دالية فرحي بك حين يكفُّ عنك نزف الوريد الجنوبي .


من مجموعتي نزف الوريد الجنوبي 

الفتى الوحيد الأسمـر







طال بك الغياب ، أيها الأسمر المندثر بدثار الصمت ، القابع في سكون الصحراء المهيب ، الساكن في وريد الوطن ، مخطوف أنت من مذاق الفرح ، مبعد عن عيون الوطن ،متوحداً ليله ، مشتعلاً في نهاره ، صاخباً في نزفه ، باكيا حتى بلغ النحيب أنين الرمل اللافح فوق سيمياء وجهك ، وحيداً ، أسير الشوق ، مكبلاً بالوحدة ، مكللا بالخوف ، عزيز النفس ، نقي الروح ، عميق القلب ، ماذا فعلنا بالوطن فيك ؟ أبقيناك كيوسف ، معزولاً ، نائيا ، في الركن القصي نسينا عذوبتك ،وشراهة طبعك ، وبحة صوتك الرخيم ، تجاهلنا موطيء قدم الوطن فيك ، شغلنا النواح الشمالي عن تذوق أهازيج فرحك وتحسس محياك الأسمر ، وتفقد طيبة قلبك النازف من الوريد للوريد

احبُّ الهواء الآتي بنسائم اسمك ، تفرح له بوادر حنيني لأناملك ، تهلل له كثبان الرمل ، وتتشكل بين يديه عروس السراب كيفما شاء لها نهارك الصحراوي الموسمي ، فكيف أشرع اتجاهات بوصلتي للريح ؟ و روحك تناديني صوب الجنوب ، أ أترك من يدي بوصلة الطريق ، و أتبع حدسي نحو الوريد الجنوبي ، أم أغمس روحي في شهوة سكونك ، لأتحسس مفاتنك بعد أن طالها نزف الوريد .

من مجموعتي نزف الوريد الجنوبي

السبت، 14 مايو 2016

وحدها عبرت الليل بغداد











منذ أن عبر التتار فوق صدر الفرات ، والمدينة الثكلى تنتحب ، تقضي الليل نائحة ،سادرة في سراديب التيه ، بعد أنْ شجوا رأسها ، وبقروا بطن نهرها ، رصفوا العقول صفوف كتبٍ ، عبرت فوقها الخيل الجائعة للهمجية ، لتصب في ماء العذوبة قدور دمٍ ، وتجلب مع رجلها شياطين الحضارة ومغول العقل لبغداد .

2 /
بغداد ..
يامدينة النور ، ونزف وريد القلب ، وشريان الحضارة ، هاقد أصابت جسدك الغض خدوش الحضارة التتارية الشمطاء ، لتترك الحزن شامةً على خدك الناصع :
الرصيف الذي لايكف عن السؤال !
الطريق الذي يرسم سيمياء صحرائك لا يتوقف عن ضخ الدموع !
بحار الدمع إلماضية إلى مزاريب بيوتك الصامتة !
التوحد الذي يقيم في ليلك المنتحب !
حبلك السري الذي قطعُّوا أوصال الوطن فيه !

3/ 
بغداد ......
منذ أن بكتْ النخلة الباسقة ، وقلوب الأمهات تتفيأ الظلال ، تستمع لنحيبها ، تهز أغصانها الحزينة ، فتتساقط حروفك قناديل ضوء ، من ثغر السماء ، يا حبيبة الواحات المتسعة من عيون الدهشة ،
وحدك عبرت الليل !
وحدك قبلت خديه !
وحدك فطمت الفرح !
وحدك سال فيك نهر الدم !
وحدك شج الرحيل رأسك الشامخ !
وحدك تُقتل فيك الحياة ,,,
كلما صاحت غربان الظلام في فجرك المهيب
4/
بغداد ....
يا أم المعرفة الخلابة ، وفلسفة بابل ، وبلاغة آشور ، و اعتكاف عباقرة البلاغة ، و كأس اللغة المترع بأشعار المتنبي ، يا أحاديث نازك ، وبكاء السياب تحت المطر ، وفصاحة الجواهري ، يا مدينة النور ، استيقظي ، فالسبات غيَّب وجهك عن وعي الحياة والطريق المعبأ بالدم ، بات مرصوفاً بأوجاع الفتنة ، والإقصاء ، و الشتات طال به كهف الظلام !

5/ 
بغداد ......
ازيحي حجارة الغل عن صدرك الشريف ، ودعيني أقبل كاهلك المتعب :
للعابرين فوق تربة من ذهب
للسائرين فوق صدر الفرات المثقل بهموم مدينة تضخ أوجاع النهار ، لعيون الليل ،
دعي الإنسان يمرُّ رغم مكر العيون !
دعي الطفولة تسلك سبيل الحياة بين يديك !
دعي السلام يرصفُ طريقه لمقلتيك الساهرتين !
دعي النور يمر عبر أقبية الظلام الراتعة في جيدك ، التي تخنق عنقك الطويل ، وتحبس أنفاس الشمس في رئتيك !

6/
بغداد ....
يا حدائق الإنسانية ، المُعلقة كل صباح في قلوبنا ، يا حلوى أيامى ، وفرح دميتي ، و أحاديث أمي أمام عتبة البيت ، و أقاصيص أبي قرب نافذتي وسريري ، وحكايا الصحب ، والجيران أما حان الوقت لأن نحكي ألف ليلة وليلة ، والسندباد ، والكلك ، ونأكل سواء من الدلمة والبرياني ، والباجة ، أما حان الوقت كي نجتمع في شارع المتنبي ، لنتبادل سهام الشعر ، ونرجم بعضنا بالضحك ، و نقتبس من قصائدنا فيض النور لعينيك ، وشكر الله لنعمة شفتيك ، على سحرك ، على بيانك ، وعلى بلاغتك ، وشموخ أنفك ، وعلو وجنتيك !

عزة رجب
هامش : ألف ليلة وليلة ،سندباد ،الكلك ، حكايا من التراث العراقي 
الدلمة ، البرياني ، الباجة : أكلات شعبية مشهورة عن شعب العراق

الجمعة، 13 مايو 2016

أتهجأُ فزان .








فاء الفيء تلقيني وحيدة لأحضان  الوحدة ، و زاي ماء  الزهر تحملني برائحته الرائجة نحو جنوب وريدي النازف من شريان الوطن ، و ألف أُلفاك آلفت العزلة دون حدود وجهك المرتسم فوق تلال الرمال ، أيها النون المحصورة بين عين عروقي ، و ياء سكوني ، طالت بك حبال الغياب ، وتعلَّقت روحي فوق مقصلة فراقك ، وتدلتْ مشانق الشوق ، على منصة حنيني لوطن تسربت عذوبة مائه إلى وريدي الشمالي ، وبللتْ نسغ يدي حتى فاضت روحي زمزم  شوقٍ إليك !


أتهجأ فزان ، و أترك للأبجدية ملامح الاغتراب فوق محياي ، تيبستْ تجاعيد وجهي  ، وتسرَّب جفاء بعدك لمساماتي  ، وتشقق أديم جلدي من جفوة المسافة  ، وقسوة الغياب ، أينك أيها  المدسوس في ملامح الصحراء ، المنسي بين حكايا  الرمال  العميقة  ، المنساب كسراب يتراءى لرحالة وحيد ، خانه عقرب التوقيت ، وشدَّّه لجام الطوق ، عن عقال اللقاء !

أتهجأ اسمك ، وهجير الصحراء قيظ ، والجنوب المنفور من شريان الوطن ، يتيماً مبعداً وحيدا ، تحزنه حكايا الشمال ، وتشجُّ قلبه أمتعة الرحيل ، و يراوده الغرباء كل ليل ،  تجتاح روحه ريح الغدر ، وتعبر شريانه قبائل الغرباء ، فمَن ْ لي بقميصك أيها الغارق 
في حدة الصمت ، والمنساب كقطرات ماء بين أناملي ، و المُبعد عن مرآة بصري ، والسابح كسراب فوق خيط الشمس ، والمراوغ للظهور في وضح النهار ، والمتعب من الخطو فوق سيمياء الرمال الصفراء ...


أيها المشَّاء المتوحد في عزلة الليل ، المعتزل في زوايا فزان ، وهسيس نسيم  ليلها غارق في النجوم ، يهمس لي في أذني ، يوشوش قصائد العبير ، يروج رائحتها في اشتياق القمر لرحلة الضوء ، دعني أتهجأ فزان في حروف اسمك ، كي أصحو على وقع صوتك و أنام على خِفها وهو يعانق صحراء الجنوب .  
   

من مجموعتي نزف الوريد الجنوبي .