الثلاثاء، 26 يوليو 2016

لا شيء مهم في هذه الحرب





* من نافذة بيتي العلوية 
قريبا من اليمامة التي طارتْ 
بحثا عن عش صالح  للسكن 
كنتُ أرقب كيف تمطر السماء 
الكثير من المعدن المليء بالصراخ 
القنابل التي تتفتح كمظلات
الصورايخ التي يرسلونها كلعبة حظ 
الرصاص الطائش الذي  يختصرنا  في ومضة برق !
 وحين يصبح الوقت عملة صدئة 
أحملها في جيبي المثقوب 
و تعوي الريح  بمزيد من شحنات الفتنة 
التي أفرغت عقولنا 
سيتحول الوطن إلى لحم مقدد 
تلتهمه الأطراف الجائعة للسلطة  
هنالك  سأفقد روحي بالتسلسل المنطقي 
المنطق الذي يقولني ببساطة 
البساطة التي تخذلني وتصرخ في وجهي 
وجهي الذي فقد ملامحه  في الحرب 
و أسلم تجاعيده للوقت ــــ!

لا شيء مهم في هذه الحرب البليدة 
سوى استيراد البدلات والأحذية الطويلة العنق 
والمعدن الصارخ من رحم الرصاص   
والبيانات المُصابة بأكزيما النزف !
لا شيء مهم في هذه الحرب المقيتة 
سوى تصويرنا في الطوابير الشاردة 
ثم تحميض صورنا  الباهثة  في الصحف 
و  كتابة أسماءنا في قوائم المصابين بالتوحد !
*من نافذة بيتي العلوية  
شاهدتُ  البيوت  كيف تبخرتْ ! 
وتحولت إلى كثبان رماد 
قرب اليمامة التي...
 ط
ا
ر
تْ  
 ........

الاثنين، 18 يوليو 2016

آخر ملكات السماء !!







هذا الموسم صالح لحصاد القمـــح
واستدارة الجندي على غاصب
الزيتون ..
وصائد اليمامات ..
منذ أن كانت برنيس عذراء صبية
والرصاص يصب على صدرها الغض
من أتون السماء ....
و فرسان الظلام يتناسلون لإطفاء المنارة
فوق تاجها الأغريقي...

مُذ كانت آخر الملكات أسيرة التاريخ
في زمن السفهاء
صبَّت الحروب جامها على جسد البيضاء
ظلت تركض حافية فوق سبخات الملح
والدم الحار يفور من رحم الطين ...
يغمس الألم في زيت الوجع
ويرمي خبز انتظارها للغرباء ...!

منذ أن وضعت قدميها هذه الكهلة السادرة
في حقول النار...
والذئاب تعوي ...
وكل نباتات الأرض تتجه لأعلى
كأعشاب الريــح
تشرأب لعنق بحرها الطويل
ليحمل النبلاء  سيوف النور
يستميتون دونها .....
مثل تنين مقاتل ...
  يهب ألق الصدارة لمغارات  الملح

مذ كانت برنيس سيدة عشقي
وهي تغمس مرود الكحل في عينيٍّ النَّهار
تنجب بذور الثورات من رحمها الخصيب
و روح الله في ليبيا ...
تنثر حقول القمح من جود كفيه
والأرض تُقبل كعبها العالي ...
 تتطهر به من أرجاس القادمين
فوق ظهر السماء ....
والمندسين على أكتاف الماء !

هذا موسم صالح لضخ الملح
من صدر السبخات ....
والاستمتاع برؤية سهام الجنود النبلاء ترشق
صائدي الفراشات
و أحلام النســـاء ....
و أعشاش الشرفاء ...
هذا الموسم لبندقية المقاتل النزيه
الذي يمنح الرصاصة
شرف الانتماء للفرسان النبلاء
الواقفين على جيد النار
الراصفين  طريق النور
لآخر ملكات السماء ..

السبت، 16 يوليو 2016

نام الحلم بك !






 مثل سلحفاة بطيئة الاستيعاب ..
 يذكرني الحلم بك 
ببالون الهواء البدين ...
الذي انفجر فجأة ...  
وتبخًَّرت  مافي جعبته من آمال !
لم أكن  أعلم أن اللقاء بك 
يشبه الحديث عن ساعة معطلة ؟
أو منبه عاطل عن الأمل ؟
ظننتُ  أن ثمة علاقة وطيدة 
بين الغصن الذي احتوى التفاحة 
وبين النسيم الذي حمل نيوتن
 لتسري بينهما  الجاذبية  !
كنت أمزق نظرياتي على الورق
أغمر مدني في الملح ...
ثم أرتفع فوق مدِّ الماء فأفوز بوجهك ...
وأصبح ُ على حلم جميل !
كنت أحسب أن الجراح  التي تفتحها 
في قلبي كفوهة بركان هائج ...
لابد أن يغمرها الجفاء ...
 وتغدو منسية في الطين كذاكرة الموتى !
حتى تبدَّدت طواحين دون كيخوت 
أمام شمس غيابك ....
 واستيقظتْ  مزهريتي  مشدوهة  قرب شرفة البحر 
 تستجدي  رغوة الزَّبد المالح  ....
كي يسترق النظر لخصرها  ويراقصها ...
كان السلو حاضرا بيننا في كل حلم 
مثل محارب  ــــ
فقد ساقه في هذه الحرب البليدة !

وَشْمٌ على كتفـــي !







موشومةٌ قــصائدي بأنَّاتِ حزني .
خاتمُ الليلِ يأسرُ خنصر قلبي!
يرتديني في دائرةِ عزلتــــي!
تنخلعُ مني روحُ الُّلون
تُسلمني لفرشاةٍ عمياء ,,,,
تتحسسُّ وجهى بلا وسم !!

أنا العاريةُ من أبجدياتِ السَّعادة !
يكتبُني الجرحُ فوق دفاتره المُنتشية
بفوهةِ الشَّرخ ...
دائراً بي من منفى إلى منفى
يتوسَّدُ أحلامه البيضاء
خيباتُه تطيرُ بي ،
عصافير مقصوصةَ الْجناح!!

موشومةٌ قصائدي بعيني ِّ فراشةٍ
ذابلةُ الجناح ....
مخنوقٌ عبقُ الجوري في رائحةِ أنفاسي !
بتلاتُ كلماتي تنحرفُ عن أمنياتي
أوراقي تتساقطُ متأهبةً للرحيل ،
ووجهك يغادرني عُمراً بعد عُمرٍ !

يا أنت !!
يا رصاصةُ حياتي الطائشة
اِقبعْ في سويداء قلبي
أنا الميتةُ فيك ...
بقبرٍ حافٍ على قدمين
تسكنني تلك الحرقة بحجم فوهة بركان ثائر!
ضحكاتي ثائرةٌ ...كهسيسٍ ضلَّ الطريق
وخيباتي تكتسحُ غيماتِ أملى !!

أنَّى لي أنْ يصبَّ مطري!
أنَّى لي بساعةٍ معك ، خارج أيام الكون !
وزمنٍ ليس في المجموعة الشمسية !
ونهارٍ يشرقُ في غياب الضوء!!

دهشتي تلفظُ أنفاسها فوق أزرار الوقت!
تقاطيعي خطوطُها تتوزاى عندما تحتضنُ لحائك.
بالأمسِ كان وجهك زغرودة كونية !
بالأمسِ كنتَ نظريتي الآينشتاينية !
بالأمس ِتناولتُ معك تفاحةً خضراء !!! 

نقوش حنَّــــــاء في كفِّي !





وسومُ حنائي حمراء مخضبة ...
فرعون يمتشقُ هيلوغلوفيا كفَِي 
وأحياءٌ تتحاورُ فوقي ....
هسيسُ المومياوات يقرأُني ككتابِ *شمس المعارف الكبرى  
سقفُ السماءِ قُبالتي مسجور ٌ

عيناك خرافةٌ تملأُ كوني   
كفَّاك صحنٌ يشبهُ ورقةَ بردي  
مكتوبةً بأبجدياتِ العشق الخضراء ولونِ الحناءِ .

معجونةً بقهقهاتِ الريحِ أنا  
ممهورة ًبطلاسم سليمان السبعة  
أسقطُ في فخِّ رائحِتك المُعفرةِ ياسمينةً بيضاء ...
كإيزيس ................
ربَّة القمر ِومفتاح الأمومةِ !

أكتبُ لونَ الصباحِ بالحليبِ وقطعةِ سُكرٍ منحتها لي
كليوباترا بلا ترددٍ  
أستقرئُ ملامحَ الكونِ بعيونِ سابحةٍ في مداراتِك الفلكيةٍ 
ملتفعةً بُردةَ الغموضِ لأترجم العالم في ابتسامة الموناليزا 
على وجهي  .

نقشٌ فرعونيٌ أنتَ في كفي  
ضحكةُ الشمسِ لي ذاتَ أمنيةٍ   
تنتابُني رعشاتُ جولييت كلما أوصدتُ على بابَ وجهِك 
في قلبي  

ترسُمني كريشةٍ طارتْ في الهواءِ بمعالمِ لوْحتي 
فجاءَ الإطارُ بقياسِ نظرِكَ  
يختلي بي إبليسُك في لعنةِ مومياء متصوفةً عِشقك 
تُطوحُني سرابيل شعري وراءَ حُلمي 
لأراك نافذةً مفتوحةً قُبالة صحوي  
ترتدُني إليك تمتماتُ آصف فوقَ عرشِ بلقيس
وتغيب ُأنباءُ الهدهدِ عن ْأهلي !!!




هوامش :
شمس المعارف : كتاب معروف في العلوم الماروائية 
إيزيس : فرعونية وربة القمر والأمومة
كليوباترا: ملكة كانت تعشق الحليب وتستحم به


الأربعاء، 13 يوليو 2016

نحنُ فكـــرة الحيــاة والمــوت !







ذلك الطريق الممتدُ أمامي لا يجيدُ سوى أن يمدَّ
في خطواتي إليه .
كل شئ يمرُّ عابراً مثل نسيم تحشرج
متى أفرغ الهواء جيوبه في أمنياتنا !

فاترينات المحال واجهة تقبعُ في صمت الفكرة
الملابس المُعلقة أجساد خاوية من أرواحها
والرصيف الذي يحملنا إليها مُثقلٌ بهموم المسافة .
الوجوه العابسة ، السعيدة ،  المُترجية ، شارات مرور تعبر بنا
إلى ضفة الاحتمالات ,
بين أن نكون أو لانكون !

تشربنا الدهشة حليباً لانتظارنا المُولع بفكرة الفطام
حين لفظنا بلا رحمة رحم الحياة !

الرحمُ " ذاك هو الإنفجار الكوني الأول على الأرض
نسمعه بصرخة وليد يستجدي العودة ،
بعدما فصله حبل المشيمة كرهاً. !
الحياة أول حيلة تعلمناها لتبرير صراخنا .
والعمر الدرس الذي لم نشرحه جيداً لأنفسنا .!!!

وحين تدبُ في أنحائنا أغنيات التعايش نعود لذلك الطريق
نمارس على وجهه قدرات ضياعنا ،
نبصم عليه تاريخنا الأزلي
ونترك آثارنا ليأتي غيرنا ويمحق خطواتنا الباحثة في دوائر
تحتضن آمالها بلا اتساع !!

من نحنُ ؟
من أنا ؟
سؤالٌ يحضرُ بخفة عندما نسقط في فخاخ الحيرة
وخيبات الأمل ,
متناسين أننا تلك المسافة بين الآذان و الإقامة
نقيم طقوس التواصل مع فكرة الموت خمس صلوات
ركعتان !
ثلاث …!
أربع …!
ثم نسبتُ في كهوفنا لنجدد مواثيقنا من جديد !

وحينما نقع في حفرة الخلاص تكتفي ببياض رصيدنا من
السجدات التي وحدت إلهنا .
التعوذات التي رجمت شيطاننا وقت العبور .
إن شاء الله التي باركتْ خبز أيامنا !
ذلك الطريق هو الذي يعبرنا لا نحن
صراط الحياة الأولى
عالقٌ في ديمومة بين ضفتين
ذات اليمين...
وذات الشمال......
( فبأي آلاء ربكما تكذبان )

أســر ...






أسيرةٌ مصفدةٌ في زنزانة الوقت 

أحصي تجاعيد الساعة على وجهي 

و أفرغ جراب ابتساماتي 

لأعد كم تبقَّى منها ...

في انتظار فرح يلوح في سماء مدينتي 

بنغازي حتى العنق 

تختنق ..

تتسرب إليها السحب الحمراء 

من كل الجهات 

ماذا تبقَّى لكِ يابنة الملح 

غير رئة البحر للحياة 

بعدما سلبوا منك أكسجين الله !!

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

مقاطع متمردة لنصِّ كافرٍ





 .....

حرفٌ وشعرٌ ونثرٌ .....
وشذراتُ ماءٍ ودخانٍ
كلمٌ معسجد ، وصفيحةُ فضة
يُمطرني قصائد محلاةً بألفٍ ولامٍ وميمٍ
كغيوم "أرفلون" !!

 ....
نقيضان أنا و أنت ....
قصيدتان .....
قال لي : أنا أشعرُ
قلتُ : و أنا أنثرُ
له نجومه ، ولي قمري
يتكلمُ بحور الشعر ....
والمحيـــــــــــــــــــــطُ لي !!!!

 ....
تعال!!
نستمطرُ هرطقات بيتهوفن فوق غيم "هيعون"
نهادنُ بين شيطان وعفريت .....
بلقيس تصطادُ أخبار الهدهد ...
وتُلقي ببذرة الصَّلاح ...
فتسجدُ للشمس ...
ويسجدُ قومها ...
والقبلةُ تشكو إنحراف الشفاه
والصرحُ الُممرد استحال لُجةً
أومضتْ بسذاجةِ اللقاء بين معبودين !!

 ....
أيُّها العالمُ :
صائمة ٌ أنا عن العودة إليك
سأحجُ إليك أربعين صباحاً تابعةً وتبيع
عمياء لم تشهدْ ضوء الشمس ...
ولمْ ينجبْها رحمُ النَّهار ....
و أعتمرُ ملامح وجهك طوافاً !!
و أغتسلُ بمحجر عينيك ...
وأرجمك كلمة ، وراء كلمة !!!!!

 ....

مضغة الحياة أنثى ....
في فم التكوين .......
لم تلعنْ الآلهة "سيكـــي"
حين خرجتْ من دهشة الضلع الأعوج ...!
حملهُ كاهلها ..بدمعةٍ طيوبٍ
و ابتسامة تطارحتْ وغرام الطفولة
براءة الوجود ،
مستعجلاً رمى لها بحجر الصبر ...
فاستحالتْ آلهةً في سفر حياته !!!

 ....
أيُّها الرجال :
شهقاتٌ من رحم الولادة الْبيضاء ..
تخرجُ في صرخة ٍ مكبوتةٍ ...
وعيونُ الحياة كسمكةٍ خرجتْ
من ملح الْكينونة ...
الأشياءُ تتغيرُ ...
ضحكاتٌ محصورةً بين شهقيتن ....
ورصيفُ الولادة يقرأُ ملامح البرج الشمسي
فيما القمرُ يضحكُ ساخراً من طواف الْعراجين
على بيوت زوجاته الأثنتي عشر ....
كلُّ أعجازُ نخلكم خاوية ....
بفكرٍ مُنقعر !!!!!
  
.....
لمـــــــــــــاذااااا
يأخذون لون الورد، ويعطونه للـــرماد !
جماجمنا تُباركها كذباتُ أحوال الطقس.....
لاعلاقة بين التَّفاضل وقوانين التَّكامل !
يُسيَّرون الْحياة بدرجات الحرارة !
تحت الصفر ..
فوق الصفر ...
هذا الوجعُ مُخنِّث !
وهذا النصٌ كــافرٌ !
والطفولة فحمُ، ومدفأة السياسة !
هذه الثقافة عهرتْ بحجة الإبداع !
هذه الذاكراة تشذيب لحديقة الأفعال !
هذه المومس اختصرتْ مواسم الطمى في ساعة شبق !
وهذا الزمن يعيدُ ترتيب أولويات الفداحة !!!!

د/ عزة رجب
هوامش :

أرفلون /هيعون / أسماء للسموات العلى
سيكي :آلهة إغريقية أنث

السبت، 9 يوليو 2016

حياة ـــــــ











أنا الرعشة المتساقطة من قطرة مطر 
تنتشي ـــــــــ
كلما عانق فؤادها بياض روح النقاء !
أنا الغيمة المعصورة خمراً 
فوق ثمالة القصائد العصماء !
أنا الرحم المتدلي من السماء 
كلما حاق السواد بأرضي 
امتلأت الحقول بخصوبة الماء !
و أزهر القمح و خبز الحياة  


الجمعة، 8 يوليو 2016

ليل المسافة !











 أشرع  أبواب قلبي لنوافذ الريح ، وسقف السماء يحتفي فوقي ، تتساقط دموعه مطرا يغدق على جبيني ندى يتقاطر قصائد لقاء ، وعناقيد تتدلى من ثقل الشوق والحنين ، كلمات وكلمات ، تتكدس في باحة خاطري ، فيما هسيس الشعر يهمس لروحي الضائعة بين أكوام الملح : تعالي حافية ، اخلعي نعليك ، واكشفي عن ساقيك ، وادخلي الصرح آمنة  من بوح الخاطر ، اختزلي الكلم ، واجمعي أعواد ثقاب المعنى ، في حزمة نثر
ثم أنثري الحب شعراً ، يتساقط على شين الشعور تراتيل جنية ، تحمل عين القلب إلى باحات كانت مقفلة من قبل أن تقودها راء الريان إلى رحلة الهوس المجنون والشوق المخبول بترانيم البوح ....

يدور بي الوقت ، وقلبي يرنو للنوافذ العالقة على جبين الانتظار ،  عقرب الساعة في المدار يأكل  ما تسنى له من لحظات  ، منذ أن بقيت وحيدة بدونك و أنا أسامر القمر ، أتذكر بياض روحك ، وشجرة اللوز ، وكيف كنت تزرعني في كفك حقول قمح ، وتحصدني من قلبك ابتسامات فرح تلوح على محياك  ظاهرة  كونية ،  تستعيد الحياة  الغائبة من  ثقل الوجود ، كيف أستحلتُ وقتها  قصائد في عينيك ؟ ، وغابات زهر تعرشت في وجدك ؟، فأزهرت بوحا من عسل شفتيك .

معبأ هذا الليل بقناديل السهر ، يترك وجنتيِّ الريح ، وينداح إلى جبين السماء ، يرسل قبلاته المضيئة للأرواح التي تلتمس دفء الحكايا ، وكفِّ السهر ، ويرشق نبال النور فوق شفاه الهمس ، ليتسرب هسيس حديثها الآتي من دعة السكون ، إلى دفق القلوب المشتاقة .

تلهمني عيون الليل بسوادها الفاحم ، فأقرر أن أتسحب إلى طيفك الآني ، أنغمس في شذرات مجتمعة من جمل فاح عبيرها عطرا رائجاً ، فلمعت  في الوجد كسنا بارقك المتبسم  ـ  أردتني قتيلة ولم يحن بعد موعد الرحيل ، يسرقني غموضك ، وسحر  وجهك إلى واحات ضياع ، سادرة في تيه المسافة ، تحمل الأثير موجة حارة ، كموسمٍ غارق في نسغ الصيف ، غائر في عمق جراحه ، يروم رحم الغيم ، ويأبى الغيم إلا يشد الترحال لرحلة بلل موغلة الاشتياق ، مفعمة بالشوق والدفء حتى كاد الشتاء  أن يلفظ  روحه توقا إليك .

  سأكتب أشواقي إليك ، بالحبر على وجه الماء ، على ورق يمنح للبياض حقوق الكلمات ، على لحاء شجرة صامدة أمام رقة  فراشة تشهد تحورات جسدها ، على صفحة تجردت من أوامر السطر ، حتى أتهجأ أبجديتي العرجاء إليك ، ويكفُّ الصمت عن شراسته الأليفة مع هدوئي ،  يخلي سبيل وجهي من حرقة الشعر في قلبي ، ثم يتسرب كالماء لدمي ، يروي عطشي المتشرب من لعنات الغياب ، ولغة  العتاب ، و يباس الجفوة ، ويقيني الجاهل بتحورات الزمن ، ومزاجيــة عقرب التوقيت ، وتلاعب الحظ بمفاجآت المجيء وعدمه .

اترك لي باحة عارية من مخاوفي ، أزرع فيها حقول الياسمين والجوري ، أجوس بين التوق والشوق على مقصلة الحنين ، أشنق إحساسي ليتدلى على حبل المسافة ، ويترنح كما قتيل أرداه سهم الرحيل ......




الأربعاء، 15 يونيو 2016

كيف يذوب عمري ؟!









في عيد ميلادي الافتراضي 

سرعان ما ذابت شموعي  
كأناملي العشر ....
حين  تغمس شفاهها في رحيق النار 
ثم تشعل فتيل الكلمات في فوضى الحواس
و الذاكرة المهملة  
و أنا المرمية في نسيان واقعي 
قرب نافذة في شارع بنغازيَّ شعبيَّ 
أستيقظُ يوميا على صباح برائحة الرصاص 
و حدائق لا زهور فيها 
وشوارع أطفالها خائفين 
وابتسامات مزمومة من لعنات الأزمات المفتعلة 
و تأخر الأكسجين عن حناجرنا 
يا الله ....
كم أبدو عجوز عمرها قرن ويزيد 
تلعق ذكرياتها في ألبومها 
وتحتسي أحاديث الماضي في كأس 
مترعة بالحزن 
لم أعد أشمُّ رائحة الفرح منذ أن رميتُ نفسي
بين أحضان ورقة تُخضب بياضها بحناء العشق
للتوحد وأفيون العزلة 
لأنسى أكزيما النزف 
وزهايمر حكوماتنا  
وكساق البامبو سيان أن أعيش تحت الماء
فوق الماء ...
مادام جسدي لم ينفض غبار الحرب 
عن وجهي ...
ولم يتوقف قلبي عن مناداة ليبيا في نبض روحي 
ومادمت مقاتلة افتراضية ترجم القبح بنبال الشعر 
وتقاوم الموت بالحياة
مازلت أستطيع  أن أمارس الحب كدُون كيخوت 
و أصنع طواحيني كيفما يتفق لي الحلم ...


عزة ــــــــــــــــــ



شكرا لكل من عايدني بمناسبة عيد ميلادي 15/6

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

أشياء المنضدة !











  أشياء المنضدة

• وحيداً تفتحُ أزرار قميصك للريح، تترك يمامتك البيضاء تهدل بصوتها على شرفة اغترابك، تفتح كفيك سخاء لقمح الحب، لعل العالم يسمو كما يشتهي جناحها المسالم، تترجم كسادنا الأخلاقي في سجنك الانفرادي، تكتبُ مأساتنا الخالدة  في دفاتر صمتك المهيب، وكأن رحم الكلمات ما أنجب إلا سبع لغات عجافٍ، عجزت عن الاتيان بصيغة تناسب حجم أوجاعنا اليومية...


• وحيداً بين أشياء المنضدة الغائبة عن الوعي، والوجود، الهامسة في سكون الريح، الواقفة بصمود عتيدٍ  قبالة الوجوه الفرحة  والحزينة، المُثقلة بعتاب الملامح التي تكتم أسرار الغرباء في نخاعها، وتقبل أن تخدش الأنامل الغاضبة لحاء وجهها مقابل الاصطفاف على صدر أوجاعها... فمتى تأتي  السنبلات الخضر لتعلن موسماً مليئاً بالحب؟ معفراً بالحناء، يجتاح سماء العالم، ويعلن بدء عصور الإنسانية، لتكمل نجمة تتريت طريقها نحو الفجر...


• المائدة التي يتسع صدرها لشتى صنوف الأكل، يتسع وجهها لكل تعابيرنا الهلامية، الماهرة في التمدد والانكماش، والبوح بأحاديث الروح، تفترش أوجاعك على مُحياها، تتسرب عبر تجاعيد وجهها، تتغير ملامحها من آثار الزمن عليها، لكنك تركن لقلب الخشب الدافيء دون أن تلسع نسغك حرارة المكر، وكيد الصحاب...


• المنضدةُ سيدةٌ كريمةٌ، تفتح ذراعيها بسخاء السماء، حين تهبنا غيمات ماطرة، وتنتظر انفجار رحم الأرض بالحياة، إنها تمتص أوجاعنا، وتُسرح الكلمات من سجوننا البائدة فينا، تتحمل دق عنقها ونزف جسدها، حين يروقنا أن نفتح نوافذ قلوبنا على مصراعيها، وحين نجود بأحزاننا على سيمياء وجهها المتآكل من لوعة الذكريات الممتدة على عاتقها، إنها لا تسألنا، بل توميء لنا بالإيجاب، و توافق على ما نغدقه عليها دون سؤال، تمضي غير آبهة بانفعالاتنا، وموجات غضبنا التي تكسر أضلاعها في شراسة قاتلة ، وحفرياتنا الراسخة على محياها، سيدةٌ مثل المنضدة، لا يمكنها أن تجيد في الكون سوى ترجمة لغة جوارحنا...

• الطاولة بيت الحظ، وبئر فلسفة حجر النرد، وألفة المواضيع ـ واختلاف الآراء، ودبلوماسية الدول، تترنح أو تتوازن تبعاً لما تقوله لغة الأوراق فوقها، تمر من عُصارة  لحائها مختلف المدارس الدبلوماسية، تهبها الانتظار، والوقت، والزمن، الوجوه المتذمرة، والسعيدة، لكنها لا تتخلى عن ميثاق شرفها، ولا تبيع جسدها للنجار بعد أن أفلتت من عقال مطرقته، بل تمضي سادرة في غي رسالتها، صابرة على إلحاح عقولنا المثقل بالحاجات، وتعب أجسادنا الباحثة عن مأمن من العذاب، الطاولة سيدة أعمال نزيهة، ثابتة على مبدأ التواجد، سائرة على درب التناقض، تجمع أو تُفرق أو تقسم أو تطرح من معادلاتها صفقات وأجساد وحظوظ  ووجوه...

• ثمة إنسان يحاكي المنضدة في سلوكها الكريم، تمر عبره صداقات وعداوات، وحقائب السياسة والمشاريع،  يترفع عن مضاهاة الألم بفعل عكسي، يتوجع تحت وطأة التناقض في الصلات لئلا يخسرها، يمنح  قلبه بسخاء، يتذكرـ متى حضرته ذاكرة الأيام ـ أولئك العابرين عبر مساماته، ثم يمضي بثقة، غير آبه بما قدمه، ويقينه بالله يتساوى مع المنضدة في شعورها، وإيماءات تجاوبها للحياة...

• المنضدة مدينة فاضلة، أو دولة تكونتْ من ضروب خيال أفلاطون، لم يتوصل لماهيتها، أو لسانيات كنهها ذي سوسير، مهما أبدع في جعل اللغة  ذات مبدأ وأصل، إلا أنه لم يلتفت لثوابت اللغة الطبيعية للجماد، التي تبدو رغم سبات عقلها، حاضنة كل الثقافات، ومستوعبة لشتى العقول، وقابل طبيعي بالتعددية  فوق مساحتها، جامعة بين الفقير والغني، المسلم والمسيحي واليهودي وتلك وذاك وأنا وهي وهو، الذكر والأنثى سواء، الجاهل والمتعلم معاً... إنها مدرسة كبيرة، ترتع أمام ناظرنا، لكننا لا نلتفت لماهية الجماد حين يتحدث تاريخنا، شرفنا وعارنا، وعصورنا البشرية، بهمجيتها وتحضرها...

ــــــــــــ
هوامش:
- تتريت: كلمة أمازيغية  تعني نجمة.
- أفلاطون: منشي فكرة المدينة الفاضلة.
- ذي سوسير:  من أشهر علماء اللغة في التصورات والأبنية اللغوية.

الجمعة، 10 يونيو 2016

خرج ولم يعد







جوف الليل قصيدة فاتنة ...
تنبت من عشب صدره آهات حزن 
قدَّت خصرها للشعر ...
ووهبت  شعرها شهوة للريح 
مثل طائر مجروح يتلكأ 
امتصت الغيوم رحيق الشمس.
وتركتها عارية من حقيقة الشروق 
وأنا حيدة هنا أنشر قصائدي مبللة بالشوق
للغائب الحاضر على خصر الوقت 
للمنسي في غبار الذاكرة 
للمدفون بين الصور في ألبوماتي القديمة 
للذي خطف الابتسامات من وجهي 
وذهب مع الريح ـــــ
للمطوي في قلبي بالزاوية الغارقة في حزني 
للنهار الذي خرج ولم يعد 
لم أعد صالحة للحياة 
ومدة الحلم الجميل تنفد من العمر 
المعبأ بتجاعيد خطَّها الألم بأظافر شذبت 
أطراف أماني الكثيرين مثلي 
تركت القبح يتمدد وينمو كحشائش سافانا 
مررها خط الاستواء في جغرافيا دامية 
رسمتها فوق خارطة الوقت الرصاصة التي لم تتوقف عن الأنين 
القلب الذي شجًّه الرحيل والفقد
روحي النائمة في مدن الغبار 
قصائدي المنسية في قاع الوحل والطين 
و ليلي الذي فطامه عمري بأكمله !!

الثلاثاء، 31 مايو 2016

مــا قبــل الرحـــيل دمعة





مَنْ يعبرُ بي إلى ضفة الاحتمالات الأخرى... 
دون أن يلمس كبريائي المُثقل بجراحها بنغازي؟


يتذوقُ ملوحةَ دموعي كل أيامها، ويتناول قهوتي المرة عني، يعترف له في مرآته أنني مُصابة بهوس الكتابة، وجنون بُنِ صباحي، المُرتسم على سماء بحرها الحزيـــن في جذوع ذاكرتي ـ المُرساة في أصلاب عقلي، حيث قتلتُ عمداً بعضاً من ذكرياتي، وشنقتُ فوق مقصلة حزني المزيد والمزيد من مدوناتي، ونفدَّتُ أحكاماً غيبية عني، وارتديتُ تنورةً قصيرةً دون إذن أمي، وفتحتُ أزرار قميصي للريح، من وراء أبي، وسرَّحتُ شعري فوق موجة جليانية، مُعلنةً  ذبحي من الوريد  للوريد بيدي....


شهيــــــــــدة أنا.....
كم تركتُ للقدر فرصة أن يقدِّني من عفويتي، ويُخلي سبيل وجهي من حيائي، لعلني على يديه أُبعثُ من جديد، و دون اعتبار لعتاب وجهي بالمرآة أُطلقُ سراحي فيِّ، أتركه ينسابُ مني،  ينخلع من أناتي، في ومضة فرح، وشهقة أمل ـ حطَّتْ روحي على نافذة الوجد، متسائلة عمن سيرحلُ بي من حيني...


مَنْ  سيهتمُّ أنني  كنتُ هنا؟، أغتسلُ من أوجاع الكلمات المقروءة، أترجم ُ الألم أملاً وراء أملٍ، أذهبُ بكعب الرجاءٍ، وأعودُ بخفِّي الخيبة...


أقرأُ مقالاتٍ، وأشعار، ومشاجرات، ومشاحناتٍ، ثم أعودُ ثكلى، من مستقبلنا المهترئ، بقدامة أفكارنا، وشره عقولنا للاختلاف، وهوِّة جهلنا، وبضراوة ٍ أُمسكُ قلمي ـ وتشرعُ  يميني في خط جفن أوراقها البيضاء، يكحلها قلمي الأسود، من يأبهُ بأنْ أتألمُ لعبارة كتبها لي؟ أو تجاهلٍ تعمَّده؟ أو ألم تسبَّبه لقلبي المرهف، لا أحد سيقول أكثر من اسمي، إذا شعر أنه سيحدِّثُ العين في عينها، والزاي في زينها، والتاء في توريتها، لن ينتبهوا لغياب عطري، أو يتذكروا تاريخ مغادرتي، أو يتفقَّدوا  قائمة الموتى، ليُعزوا قصائدي في غيابي...

غريبةُ الروح،  والناس حولي....


مُقيدة بإسكفة حزني، وخلاخيل عزلةٍ  تلفُ طوقها حولي، وحدها قصائدي تفهمني، وحدها تنفضُ عني غباري وحدها تعرف أين موضع  الشوكة في قدمي، وكيف تشرأب من لوعة يقيني، لأجلها ألتحفتُ بُردة الهجران، سعيتُ بين صفا، ومروة كلماتي، طوَّفت عشقي على وريقاتي  في ردهة بيتي، كتبتُها شوقاً على جداري، محفوفاً بفراقها الندي، وماء رحيلي لازال يغسلني لهذه اللحظة،   ثم غادرتُ  إلى نومي، حيث سيرتمي الليل بين أحضاني ـ طفلا فطامه عمري بأكمله، سأظل ـ ما حييت - أحتفي بشرعيته لي، طالما حرَّمت عيناي عشق النهار من بعدها!...


وأنت ِ يا سمراء  السَّمر والليل....
يا من تشبهين ألمي.....


مَنْ سيأبهُ بأن يُلملمُ جراح الثكالى مثلك، الحافيات على رملها، الماشيات فوق صفيح ساخن من الفتنة، والعذاب، والألق، الفاقدات أرواحهن بعد لظى الفراق الذاهلات عن مراضعهن، الحمَّالات لحطب جهلنا، ليبيات ما فرقن عنا في شيء، سوى ملاحة وجوههن، وسماحة لسانهن، ولكنة لهجتهُن  المغرية، وغزل أناملهن، لجميل الطوق، والأسورة، تاورغيات، لا سعيدات، ولا قريبات، يتفيأن الظل، مِنْ مدينةٍ لمدينة، السكين مغروزة في الخاصرة. ومبادئ الفتوى، قاصرة عن الاحتواء، تحذو مناهج العنصرية والإقصاء...

الدخان ملأ الأنحاء، والكلُّ يترصد الكلَّ، والجمال يُسحق بلا لطف بين أيدينا، والورد يختنقُ من قسوة  أصابعنا، والبنادق تماهتْ  شكلاً آخر، فتصيَّرتْ ، الكلمات رصاصاتٍ و الباقات قذائف، البيانات فتاوىً، والأفراح كذبةً، والنصر سراباً، والعودة حلماً .مَنْ سيفك قيدي مني، يتركني أبكي لديه، دون أنْ يسألني كفاف الدمع أو يطلب جفاف نبع  عينيَّ، لا أحد  في بلادي يستحق ُ الحب، منذُ خان رجالات بلدي حبيباتهم، وسخروا من عواطفهن، باعوا حبيبة الكل  بأبخس الأثمان، واطلقوا ورائها قطعان الذئاب...


مَنْ يصدح بأغنيات الوطن، وقد هُجِّرت بلابله، وأُلجمتْ أفواهِ شعرائه، نتشدقُ بقمحنا، وشعيرنا، وما من خبز لنأكله، يمنحنا شعوراً بكفاف عيشنا، أو شكر ربنا أو حمد نعمتنا، قشِّات كثيرة قصمت ظهر بعيرنا، وأناخ به ساستنا عن جادة الصواب  نتفنا شعرة معاوية، وتجردنا منا، وخلعنا عنا ثوبنا، فكشف مخيطنا ومحيطنا لأي درجة كنا عُراة من ضمائرنا، وصنو فطرتنا...


سأفتح يا حبيبي أيقونة الرحيل، و أشدُّ النجمات من أُّذن الليل، و أهرقُ ما تبقى من كياني، مُبددةً عمري في إحصاء تجاعيد وجهك، وقراءة معالم الشيخوخة على ملا محك التي أعتقها وجه  النهار من ليلي الطويل، واعدة  إياك أن أرجم  حضورك الآني، من زمنك الفاني، لأكمل حياتي في كتابة اسمك على   مدونات العتاب...



مَنْ يعيدُ لي هدوئي، وثمالة سكينتي، وأنا أنتفضُ من ريشي، قشعريرةٌ تستبدُ بجسد أنوثتي، تحيلني لكتلةٍ ذائبة من الوجع، تجرأ الأسى على نسغي، وفتت.... الرجاء في قلبي، وتواطأ الرحيل بأهلي مع دمعي الحِرير، فما ترك لي هدباً، إلا وتكحَّل بإثمد الغياب...
مَنْ يرحمني من حرقة قلب، صبَّته الصبابة في جوف روحي، و أبقته فوق جمرةٍ شكَّها عود عوسج، نما من روح صبَّارة في واحة ٍ اعتزلت سرابها، فيا ماءها، و يا عذوبة مذاقها، ويا ظلها النقي، ويا وجد روحها، أبلغي عني نخلاتك العصماء، أنَّ عمىً تكلل بعينِّيِّ لما مررتُ بها، وناء القلب بطرفه عنها، يسألُ  عمن  يسكنُ بها من الأحباب...

ما قبل رحيلي دمعة تحفَّها عيون الوجد مني، يا من تفننتَ في سحق جميل أمنياتي على صوت هديلك، طيَّرت اليمام من على كتفي، بعد أن رام رائحة عنقي، رحلَّتني  لعزلتي من جديد، ما آليت عليك جهداً، إلاَّ وترجمت فيه أناي، ورفعتَ عني غطاي، وشممتْ جنائن عبيري، وتنسَّمت شذاي، ثم قلت أنَّ ضوء النهار من عزتها، واستعارتْ من روحها عبارتها، فعقلتُ روحي من هنا، وتوكلتُ عليك، في كتابة مخطوط جميل عن فراقي...


حينها سلِ الفراق لِمَ ترك للرحيل فرصة الرحيل، و لِمَ لمْ يتلكأْ كعادته، في حزم أمتعتي هذه المرة، حافيةُ القدمين دخلتُ بابك، ظننتُ أنه الحلم تهيأ لي في ومضة برق، صعقتَ ابتساماتي ببارق سناك، وأمطرتَ سحائب كِبرك عليَّ، صببتني لمَّا في وجعك، وجمعتني همَّاً في ألقِ التفكير بك ، أدركت ما أدركتَ من حزني، وكتبت ما جاز لك من عدد اسمي، ودون شعور منك قرأتَ الفاتحة على موتي، ونسيتَ البسمـــلة على روحـــي...



أعيد نشر هذا النص حزنا على وفاة السجينة التاورغية فوزية عمران شلغوم تحت التعذيب وبعد الاغتصاب مرات ومرات 

الثلاثاء، 24 مايو 2016

حالة توحُّد







المساء الذي لا يضيء بك 
يعمى عن رؤية نجومه 
تنهمر شفتاه بكاء من غيابك 
ها أنا 
وحيدة أتدلى من مقصلة الليل
على مشنقة الشوق لرؤياك 
أغرق في عشب الليل
بعدما زحفت نباتات الظلمة لجسدي
توحَّد غابة العزلة 
وطفق يخصف عليه من أوراق رحيلك!

من لي بوجهك الغائب في الزحام ؟
من لي بنهار يشرق بمجيئك ؟
و ذكرياتي  آيلة للسقوط في فجوة فراقك 
تفتح أزرارها للريح 
وتشرع نوافذ الفقد والبكاء 
على هذه البلاد التي بيَّض أهدابها 
الحزن ...
و قشَرها الملل في طوابير الانتظار !

لست وحيدة هنا ....
 فهذه العيون التي فقأها الرحيل
تريد  عيداً  للفقد ....
عيداً للبيوت التي تركتنا و اختارت الركام !
عيداً للذين أكلهم التراب كرهاً !
عيداً  للصور التي اختارت السكون الأبدي 
بين أحضان ألبوماتنا 
عيداً للتوحد الذي يذهب معنا للنوم 
ويدفن أحلامنا في الوسائد المبللة بآهات 
اللقاء !




الأحد، 22 مايو 2016

بكم سيبيعون الوطن ؟




  مثل  فارس خانه توقيت المعركة 
أ و ساعة واقفة على ساق واحدة 
 لتعلن موتها .....
 على حائط الذكريات القديمة 
يتوجني الحزن ملكة روحي 
 في مملكة العزلة !

وحدي أُحصي تجاعيد الزمن المهتريء 
و أُقدد من انتظاري لوحات الأسى القادمة
التي منحت آدم المزيد من حقوق الذبح 

لسنديانة واقفة في حديقتها.....!
لصفصافة تمدُّ عنقها للسماء !
لبطة تدرب صغارها على المشي !
ليمامة تحتضن بيضها في العش !
لأم تحمل أطفالها للمدرسة !
للطين المنسي في الأرض !

بيني وبيني الحزن علاقة مشبوهة 
وليل يحمل فوق أكتافه المترهلة حكاية 
المدينة التي تفتح نوافذ النهار للهواء الكاذب
للحرية المنفوخة كبالون بدين
للديمقراطية التي شربنا بسببها ماء البحر !

برنيق يابنة الملح
@ ............ الوطن 
ها أنت تسرقين  حواسي من تحت مسامات جلدي 
تلفظين أنفاسي تحت الماء 
حين لا يأتي الوطن 
وحين يهرب من النافذة 
وحين نكتشف أنه خرج من قبعة الساحر 
واختفى فجأة في ظلامها 
  ليبدأ العد التنازلي في أسواق النخاسة 
 بكم سيباع الوطن ؟
 بأحلام اللحى الطويلة ؟
أم بالفتاوى المستعجلة ؟
أم بحكومات من  ورق ؟

من نصوصي 2016




أهـــــــــــداء لكل قرائي و أصدقائي......

للموسيقى سحر مُلهم

لأية ملاحظات على المدونة أرجو مراسلتي على  :

smra.khayali666@gmail.com

أو 

zeezenya27@yahoo.com 

كل الحب لكم