الاثنين، 11 أبريل 2016

الأسمر العراقي





 في يدي أقباس النور ، ونبال النار ، أرجم ما أشاء من الكلمات ، أبقرُ بطون المفردات ، فتنفجر أجنة اللغة ، معانٍ تطلق الصرخة الأولى من رحم القصيدة ، تبدأ في تذوق نكهة البكاء ، وابتسامات الحياة ، ومذاق الضحك ، ثم تتشكل في عودها الغضِّ ، تلتمس الفكرة ، و وجود الكون في جسد الكلمات الغض ، فكأنها ترسم ملامح جسدها ، فوق غصن الزمن .

أنا الفارع الطول ، الباقي بقاء النخلة العراقية ، الصامد في وجه الريح ، أرسم فوق مرآة الفرات قصائد السياب ، لتمضي في مجرى النهر نحو تأريخ عميق السرد ، تحتفي بعذوبة الشعر حتى يحملها كفِّ الماء ، فوق صدر الشلال العامر بسيرة الجواهري ، ونازك الملائكة ، فتتهاوى جواهر الكلم ، في قاع المصبَّات ، لتستقر في عمق البحر ..

البحر يعيدُ تشكيلها من ملح و زبد اللغة .
اللغة تحتفي بعيدها وتنفجرُ أحجارا كريمة .
الأحجار تبدو مثل ”
طلع نضيد صنُع في بغداد .
بغداد عروس النَّهر والنِّهر والنَّهار .
بدر أعاد تشكيلة وجهه في قاع الفرات
موناليزا أرسلت ابتسامات لوحتها لنازك والسياب والجواهري .
بيكاسو حين رسم الحياة في وجه أنثى .

أنا الفتى العراقي الأسمر ، السادر في لذة النحو ، بين كوفتي وبصرتي الفارهتين ، الفاتن الذي أترع كأس الفصاحة بعسل أبي الطيب ، الناهل من شهدها ورحيقها ، فالليل والخيل تعرف موطيء القدم ، والسيف والرمح قصة العراق والزمن ، أنا الهوية والإنسان والوطن المتخشب من صبري التليد ، وحزن بغداد المجيد ، الباقي بقاء العين في عين العِرق ، الماجد مجد القاف في الإحقاف .


هوامش : النِّهر : بكسر النون العنب الأبيض

الأحد، 10 أبريل 2016

صباحك فرح









في الطريق الترابي 
المؤدي إلى باحة منزلي الوحيد
كنتُ أتساءل عن معنى الأشياء 
التي بلا طعم ...
كالصباح الخالي من خبز أمي ؟
كالأخبار المُحملة بنزق حكامنا ؟
كالبكاء المتساقط من عيون الأمهات والثكالى ؟
كاليوم الذي يمر على الأولاد بدون مدرسة ؟
كالمنبه الذي لا يدق مواعيد العمل لهذا اليوم

هذه البلاد نائمــــة ..
  مثل سندريلا على سرير السبات 
أسلمت مفاتيحها للغرباء 
وتركت الباب مفتوحاً للصوص الليل ..

لا أعرف لماذا يبيعون أجسادهم للظلام 
يتركون الطريق يتكلم الرصاص 
و يرجمون مزهريتي البسيطة المتربعة 
على عرش نافذتها البدائية .؟

لا أفهم لماذا يتساوى  اصطياد فراشة تطير في حقلها 
 مع اصطياد سمكة صالحة للأكل ....؟؟

تحت هذا التراب طمرتُ سري الصغير
وغمرتُ طين وجهي في مسامات جلده الشريف 
كنتُ كلما تعفرتُ برائحته الرطبة 
راج اسم ليبيا في أنفي 
وتسرب ماء الخلود لجذور الأرض 
فأزهرت حقول القمح فوق محياها ...

هذه البلاد عذراء صغيرة على الهمجية 
تبدو طفلة أضاعتِ الطريق لمدرستها ,,
أريد أياماً طازجة للأخبار السعيدة ...
أريد لهذا الطريق أن يعيد طعم الخبز على شفتيه
أريد للنازية الحداثية أن ترحل عن الحي الذي أقيم فيه 
أريد أن تتغير أحوال غرفة الأنباء في التلفاز 
أريد لندوب الحرب أن تنسى وجهي ,,,
أريد لأسماء الموتى أن تغادر رأسي 
أريد للرصاص أن يصدأ في صناديقه 
أريد ميلاداً جديداً يليق بأصيص زهوري 
أريد حقول ابتسامات تملأ الأودية الجافة بالماء 
أريد سقف السماء فوق غرفتي 
أريد وطناً يُقبَّلني ويلثم نسيمــه خدي كلما قلت له ..
صباحك فرح .


السبت، 9 أبريل 2016

الغائبة في الضوء









قبل أن تزهر أصابع الملل في يدي ، و تعزف على أوتار قلبي ، فتمارس كسادها المهتريء ، سأحمل كفي المترع بحبوب القمح ، و أختبيء قرب سرب يمام باحث عن أيادٍ مُشرعة نوافذها للريح ، و أصابع صيَّرت من نخاعها أغصان يحط عندها اليمام ، كلما ألقى كتفيه على كاهل الوحدة ، التي تتسرب مني كماء فاض عن إناء عزلته .

حالمةٌ سادرةُ التيه أنا ، غارقةٌ في يم اليباب ، وباعثةٌ من أشكال الجماد حياة ، ومُحبةٌ لروح الله الطيبة في كائنات العتمة ، والضوء ، على حدٍ سواء لا أقع في إشكالات فهم الماهية ، لكني أغرق في إدراك الروح من نخاع قاعها ، إلى قمة شكلها ..

سأمضي إلى طريق الغابة المفروش بالحلم ، و أجتاز تلك المنعرجات التي يمتليء بها نهر الطريق ، أمضي خلف النهر ، لأصل إلى سجادة وحدتي المعشوشبة بخضرة وجودي ، هنالك يحلو لي أن أتحدث للفراشات ، التي تلتصق بحائط وحدتها أيضا ، تغترب على لحاء الشجر، تسبت في شتاء التشكل الرحمي لها ، تتغير في تحولات الفراغ ، فوق لحاء وحيدٍ مثلي ، مثلها ، تغمر جسدها الغض في أيقونة الانبعاث ، ماضيةً في فكرة طويلة ، تستغرقها عمراً ، ثم تبدأ في سرد يقين وجودها ، فيأتي جناحها على قدر إلهامها الملون بأهازيج خيالها المترع بالفن ، والألق ، والحياة .

الجناحُ يحمل لوحة لبيكاسو فريدة التلوين .
دائرةٌ ملونة تشير إلى لوح الحياة .
بقعة مستديرة غامقة تشير للمغفرة .
خطوط عريضة حمراء تشير للحظ والحياة .
فرشاةٌ تلون أساسها بالأحمر …

وتطلق الجمال المحشور في قلبها سراً ، لتجهر به عشقا لوجه النهار ، ثم تطلق جناحيها للريح ، وتحط عند أول زهرة ، تلثم خدها ، الخدُّ يميل مع النسيم المنبعث بعبير أريجها ، الأريجُ يتسربُ كعطر مخملي لأنفي ، يطيرُ صوابي ، أضحك ، فأملأُ صدى الحياة ضحكات ، يسمعني الذين تمتليء شغاف قلوبهم بحمق الشعر ، وخيال النثر ، يقتربون من سجادتي الخضراء ، ثم يطيرون وراء الفراشة ، وهم يصورونها كيف تلثم خد زهرة أخرى ، وهي تشعر بالسعادة ، والامتنان لضوء النهار الذي لايكذب وعوده للرقيقات .

ماذا لو تترك غصن يدي ، و تعشق ضوء الليل ، تــُقبُّـله ، تقتربُ منه ، تتحسسه ،
سيحبها ضوء الليل ، كما أحبَّ قبلها كثيرات ، يقترب منها ، يجعل دفئه يتغلغل لروحها الرقيقة يسكن أقبية قلبها الصغير ، تسرح أصابعه لتتسرب لشعيراتها الدقيقة ، يجعلها تطير من الفرح لرؤياه ، تتقافز مضطربة في الهواء ، جذلى بين كفيه ، الجود جود حضوره ، والهيبة تملأ حبوره بها ، اليقين يتشرب من حقيقة أزلية ، غامرة في لغز الضوء الدبق الثقيل الكثافة والحضور .

الضوء يمنح نفسه مرة واحدة من أجل فراشة تضحي بجناحها الملون لروحه .
روحها تترك جناحيها مشرعين لنوافذ الريح واثقة من خطوتها الأبدية .
الريح تزداد زهواً ، تمتليء بالهواء حتى التخمة ، تترك رئتيها معبأتين بأكسجين الحياة  .  
                                                                                  
الأكسجين يبدأ في رحلة وهب الحياة نحو الفراشة الملونة بالأحمر .
الحياة في مفهوم الفراشة أن تحيا قرب الضوء الذي يهبه الليل في كرم تفيض به كفُّه .


كفُّ الليل غادرة ، ما إن تمنح الحياة للفراشة المزدانة بطرحة اللون ، حتى تغرق في شبق العشق للضوء ، تتشربه ، تتشربه ، تثمل به ، يذهب عقلها ، يغدق المزيد من كثافته عليها ، تنغمر روحها حتى نخاعه ، تبدأ في رحلة الغياب عن الوجود ، ثم تستحيل رماداً منح قلبه بكل حفاوة لسيد العشق ، الذي سرعان ما يعلنها عروساً للنور .



الجمعة، 8 أبريل 2016

نزف ....









لأن الوقت نزيف بدونك

وكيمياء الساعة فقدت مذاقها

والموعد فات زمانه .....

سأقف هنا استنزف الوقت المتبقي

من عمر الدولة ,,,,

لألعب الغميضة مع هذه الحرب التافهة 

  التي نمخضها داخل روح الوطن

سوف تروب لغة الحوار,,,,,

حتى تفوح منها رائحة الحموضة

لا أعرف حينها كم روحاً سنفقد

ونحن 5 مليون أمل ...

ومليون توقف عن تعاطي الحياة ...,,

ياااه ....

ريثما تتفاهم الأطراف التي تشكو ظاهرة التصحر

سأتناول ليمونة حامضة .,,,

و أقشر انتظاري في طابور الخبز كالعادة !!!


الأحد، 3 أبريل 2016

ليس سراباً





أُفضي إلى الطريق وحيدة ، ماضية خطواتي نحو الانتهاء ، إلى حيث تقبع ياء النهاية المحتومة ، وباء الباب المؤدي إلى أحضانك ، هنالك سأقرأُ كل صُحفي ومجلاتي ، و أجلسُ كطفلةٍ على كرسي هزازٍ ، لأرقب أحوال طقسك عند خط استوائك ، ومن خطوط طولي ، وتعاريج عرضي ، ودرجات حرارتي الوهمية .


أنا هنا ! ، تحت الصفر ، هناك قابعة فيك إلى القاع ، حتى أشعر بالماء يضمحل بي ، وبالبياض يتمرغ حبر كلماتي ، وبالانتحار يشنق هسيس بوحي ، وبالثقل يذهب بي للفقدان ، لذاكرة التغييب في زمن لا يعرف شيئا عن التعداد ، لنافذةٍ سئمت إغلاق ملامحها تلقاء وجهك ، لذكرى أنبتتِ السوسن من هضابي القاحلة ، وانكفأت كجورية ٍ ذوَّبها حريق أصابعك .


سأطفئ ضوء عينيِ ، و أُسبلك بين جفنيِّ ، و أفضُ بكارة لغاتي التي لم تقرأها بعد ، و أُعتق همساتي المغلولة بأصفاد عقلانيتي ، و أحل لغزي المُعقد ، وتساؤلاتي المبهمة ، حين تشبه ابتسامتك الضباب الذي يسبق ضحكات الشروق ، وحين يكون موعد هطولك ولا تُمطر ، وحين أكون نبتة ً عطشى تهزُّ فضيلة الجوع إليك ، فأنسكبُ في قاع جذوري ، مُتصدية لغرقي وحيدة ، كالمنسية في الطين ، كالمغموسة في لذة الحرمان منك ، كالمُبللة بأفكار الشوق إليك ، وحين يأتي الضوء ولا يحملك قصيدة ، على شفتيِّ المغرور قتين بطعم البن المُرِّ ، وحين أبحثُ عن أناملك كمفتاح ضائع مني ، أراك من ثقب الباب كشفاه تمدُّ قبلاتها لي .


لست سرابا تتراءى لي في صحارى عزلتي ، و اصفرار الرمال المُتناثرة على بقعة وجهي ، بحثاً عن واحتك المفقودة ، أشدُّ رحالي لمجاهلك بلا مُواربة ، أريدُ أن أركض إليك ، فلا تختفي تحت ظلك ، أريد أن أترنح في مشيتي ، بانتظار ذراعيك فلا تخذلني ، أريد عناقك ، فلا تتهيأ لي خيالاً ، أريد إحصاء تجاعيد وجهك ، فلا تُقطب جبينك قبالتي ، لا تترك كفي من يدك ، وتكلم إليها بشفتيك ،لأعرف أخيراً أنني أمسكتُ بملامحك العالقة بيني وبين حلمي بك 

السبت، 2 أبريل 2016

ذاكرته مفقودة






يريدون مني أن أكتب عن النهار !

عن ضحكات الشمس

أو تسرب النور لأصابعي

يريدون الدراق في الشتاء

وضحكات النارنج البرتقالية

في الصيف ..

يريدون أن يزهر وجهي

عناقيد عنب وفرح ...

ليشاهدوا سنا البرق على شفتي

يريدون قميص يوسف يرتدني بصيرة

فأراك أيها الغائب عني ...

قاب قوسين مني ....

تتسلل لأزرار الوقت المخبول

الذي لا يمضي بدونك ,,

آآآآآآه ..........

نسي الدراق وجهي ....

نسي رائحة طلاء أظافري...

نسي قرطي المتوحد في العلبة

نسي حقيبتي و بيت أسراري

نسي أنني صرتُ أكبر من شجرة اللوز

نسي أنني كلما لثمتُ خده

تجعَّد جلده من الفرح ...

وتركني قصيدة لا تنام إلا بين أحضان الليل !!



الجمعة، 1 أبريل 2016

ساهرة









الليل قصيدة  طويلة تثمل بي 

حتى آخر الكأس ...

ترويني ......

غارقة  أنا في قاع النص 

 إلى  آخر نفس تحت الماء 

أغرف من سماء عينيك  

حفنة نجوم لأفتح بها مقلة الفجر  

و أترك  روحي المنسية  في الطين 

قنديل بحر يسبح في يم روحك 

إحداثيات  معجونة بحكايات 

 يشهقها  القمر عشقاً

لا أشرعها لضوء 

ولا أمنحها لذوبان الشمع 

ولا أهبها لليلة  مضيئة 

 لكني أسقيها ماء روحي 

من لدنٍ قصيدة تعرف أين تزرع 

مشاتل وردها !!!